للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه السلام: "ألا أخبركم بخير الناس! ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع هيمة طار إليها".

وأمره باقتفاء أوامر الله تعالى في رعاياه، والاهتداء إلى رعاية العدل والإنصاف والإحسان بمراشده الواضحة ووصاياه؛ وأن يسلك في السياسة بهم

سبيل الصلاح، ويشملهم بلين الكنف، وخفض الجناح، ويمد ظل رعايتهم على مسلمهم ومعاهدهم، ويزحزح الأقذاء والشوائب عن مناهلهم في العدل ومواردهم، وينظر في مصالحهم نظرًا يساوي فيه بين الضعيف والقوي، ويقوم بأودهم قيامًا تهتدي به، ويهديهم إلى الصراط السوي؛ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ... } (١) الآية.

وأمره باعتماد أسباب الاستظهار، والأمنة واستقصاء الطاقة المستطاعة والقدرة الممكنة، في المساعدة على قضاء تفث حجاج بيت الله الحرام، وزوار نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن يمدهم بالإعانة في ذلك على تحقيق الرجاء وبلوغ المرام، ويحرسهم من التخطف والأذى في حالتي الظعن والمقام؛ فإن الحج أحد أركان الدين المشتدة، وفروضه الواجبة المؤكدة، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (٢) .

وأمره بتقوية أيدي العاملين بحكم الشرع في الرعايا، وتنفيذ ما يصدر عنهم من الأحكام والقضايا، والعمل بأقوالهم فيما يثبت لذوي الاستحقاق، والشد على أيديهم فيما يرونه من المنع والإطلاق، وأنه متى تأخر أحد الخصمين عن إجابة داعي الحكم، أو تقاعس في ذلك لما يلزم من الأداء والغرم، جذبه بعنان القسر إلى مجلس الشرع، واضطره بقوة الأنصار إلى الأداء بعد المنع، وأن يتوخى عمال الوقوف التي تقرب المتقربون بها،


(١) سورة النحل: ٩٠.
(٢) سورة الحج: ٩٧.