للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستمسكوا في ظل ثواب الله بمتين سببها، وأن يمدهم بجميل المعاونة والمساعدة، وحسن المؤازرة والمعاضدة، في الأسباب التي تؤذن بالعمارة والاستنماء، ويعود عليها بالمصلحة، والاستخلاص والاستيفاء، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (١) .

وأمره أن يتخير من أولي الكفاية، والنزاهة من يستخلصه للخدم والأعمال، والقيام بالواجب؛ من أداء الأمانة والحراسة، والتمييز لبيت المال، وأن يكونوا من ذوي الاطلاع بشرائط الخدم المعينة وأمورها، والمهتدين إلى مسالك صلاحها (٢) .

قال الصلاح الصفدي في تاريخه: حكى صاحب كتاب الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار، قال: كان الملك الكامل ليلة جالسا فدخل عليه مظفر الأعمى، فقال له أجز يا مظفر:

قد بلغ الشوق منتهاه

فقال مظفر:

وما درى العاذلون ما هو

فقال السلطان:

ولي حبيب رأى هواني

فقال مظفر:

وما تغيرت عن هواه

فقال السلطان:

رياضة النفس في احتمال

فال مظفر:

وروضة الحسن في حلاه


(١) سورة المائدة: ٢.
(٢) العهد في صبح الأعشى ١: ٩٩-١١١ مع حذف واختصار.