للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصب النبوة، ومن تصح به كل رسمية شرعية يؤخذ كتابها قوة، ومن هو خليفة الزمان والعصر، ومن بدعواته تنزل عليكم معاشر كماة المسلمين ملائكة النصر، ومن نسبه بنسب (١) نبيكم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منتسج، وحسبه بحسبه ممتزج -أن يفوض له ما فوض الله إليه من أمر الخلق، ليقوم عنه بفرض الجهاد والعمل بالحق، وأن يوليه ولاية شرعية تصح بها الأحكام، وتنضبط أمور الإسلام، وتأتي هذه العصبة الإسلامية يوم تأتي كل أمة بإمامها من طاعة خليفتها بخير إمام. وخرج أمر مولانا أمير المؤمنين شرفه الله أن يكون المقر العالي المولوي السلطاني الملكي المنصوري أجله الله ونصره، وأظفره وأقدره وأيده وأبده، كلما فوضه مولانا أمير المؤمنين من حكم في الوجود، وفي التهائم (٢) والنجود، وفي الجيوش والجنود، وفي الخزائن والمدائن، وفي الظواهر والبواطن، وفيما فتحه الله تعالى وفيما سيفتحه، وفيما فسد بالكفر والرجا من الله أن سيصلحه، وفي كل جود ومن وكل عطاء، وفي كل هبة وتمليك، وفي كل تفرد بالنظر في أمور المسلمين بغير شريك، وفي كل تعاهد ونبذ، وفي كل عطاء وأخذ، وفي كل عزل وتولية، وفي كل تسليم وتخلية، وفي كل إرفاق وإنفاق، وفي كل إنعام وإطلاق، وفي كل استرقاق وإعتاق، وفي كل تقليل وتكثير، وفي كل تأثيل وتأثير، وفي كل تقليد وتفويض، وفي كل تجديد وتعويض، وفي كل حمد وتقريض، ولاية تامة محكمة، منضدة منظمة، لا يعقبها نسخ من بين يديها ولا من خلفها، ولا يعتريها فسخ يطرأ عليها، يزيدها مر الليالي جدة يعقبها حسن شباب، ولا ينتهي عن الأعوام والأحقاب، ونعم تنتهي إلى ما نصبه الله تعالى للإرشاد، ومن سنة وكتاب؛ وذلك من شرع الله، أقامه للهداية علمًا، وجعله إلى اختيار الثواب سلمًا.


(١) ط: "ببيت".
(٢) ط: "البهائم" تحريف.