للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونواب الممالك ونواب الأمصار، فأحسن لهم الاختيار، وأجمل لهم الاختبار، وتفقد لهم الأخبار.

وأما ما سوى ذلك فهو داخل في حدود هذه الوصايا، ولولا أن الله تعالى أمر بالتذكير لكان ذلك سجايا المقر الأشرف السلطاني الملكي المنصور مكتفية بأنواره المضيئة الساطعة.

وزمام كل صلاح يجب أن يشغل به جميع أوقاته، هو تقوى الله تعالى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (١) ، فليكن ذلك نصب العين، وشغل القلب والشفتين.

وأعداء الدين من أرمن وتتار، فأذقهم وبال أمرهم في كل إيراد وإصدار، وخذ للخلفاء العباسيين ولجميع المسلمين منهم الثار، واعلم أن الله ينصرك على ظلمهم وما للظالمين من أنصار.

وأما غيرهم من مجاوريهم من المسلمين، فأحسن لهم باستنقاذك من العلاج، وطبهم باستصطلاحك فبالطب المنصوري والملكي ما زال يصلح المزاج، والله الموفق بمنه، وكرمه إن شاء الله تعالى.

واستمر قلاوون في السلطنة، فكان له مشاهد حسنة، وفتوحات، فمنها طرابلس وقد كانت في أيدي الفرنج من سنة ثلاث وخمسمائة وإلى الآن. وهو الذي أحدث وظيفة كتابة السر، وأحدث اللعب بالرمح أيام إدارة المحمل وكسوة الكعبة، وغير ملابس الدولة عما كانوا عليه في دولة بني أيوب.

قال الصلاح الصفدي: كان الجند يلبسون فيما تقدم كلوتات (٢) صفر مضربة


(١) سورة آل عمران: ١٠٢.
(٢) الكلوتة: غطاء الرأس تلبس وحدها أو بعمامة، وهو مما استحدثه سلاطين الأيوبيين بمصر، انظر حواشي السلوك ٤٩٣.