للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي عقد المبايعة بينه وبين الخليفة الشيخ تقي الدين السبكي، وقد حضر من الشام إلى مصر، قال في السكردان:

فأقام في الملك بمصر أربعين يوما، ثم رجع إلى الكرك، ولم يزل هناك حتى خلع يوم الخميس ثاني عشر المحرم سنة ثلاث وأربعين، ثم قتل في أول (١) سنة خمس وأربعين، وأقيم بعده أخوه عماد الدين إسماعيل، ولقب الملك الصالح، فأقام إلى أن مات في رابع ربيع الآخر سنة ست وأربعين وعمره نحو عشرين سنة (٢) .

وقال الصلاح الصفدي يرثيه:

مضى الصالح المرجو للباس والندى ... ومن لم يزل يلقى المنى بالمنائح

فيا ملك مصر كيف حالك بعده ... إذا نحن أثنينا عليك بصالح

وأقيم بعده أخوه زين الدين شعبان، ولقب الملك الكامل. وقال الجمال بن نباته في ذلك:

طلعة سلطاننا تبدت ... بكامل السعد في الطلوع (٣)

فاعجب لها منه كيف أبدت ... هلال شعبان في ربيع

وقال أيضًا:

شعبان سلطاننا المرجى ... مبارك الطالع البديع

يا بهجة البدر إذ تبدى ... هلال شعبان في ربيع

فأقام سنة وأياما، ثم خلع في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين، وسجن وقتل. وكان من شرار الملوك ظلمًا وعسفا وفسقا، فقال فيه الصلاح الصفدي:

بيت قلاوون سعاداته ... في عاجل كانت وفي آجل

حل على أملاكه للردى ... دين قد استوفاه بالكامل


(١) السكردان: "في صفر".
(٢) السكردان: ٥٨.
(٣) السكردان: ٥٩.