للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقيم بعده أخوه زين الدين حاجي، ولقب الملك المظفر؛ فأقام سنة وثلاثة أشهر، ثم خلع في يوم الأحد ثاني عشر رمضان سنة ثمان وأربعين، وذبح من ساعته، وقال فيه الصلاح الصفدي:

أيها العاقل اللبيب تفكر ... في المليك المظفر الضرغام

كم تمادى في البغي والغي حتى ... كان بعث الحمام حد الحمام

وقال أيضا:

حان الردى للمظفر ... وفي التراب تعفر

كم قد أباد أميرًا ... على المعالي توفر

وقاتل النفس ظلمًا ... ذنوبه ما تكفر

وأقيم بعده أخوه ناصر الدين أبو المحاسن حسن؛ ولقب الملك الناصر، وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة؛ فأقام إلى أن خلع في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين، وسجن بالقلعة، وأقيم بعده أخوه صالح، ولقب الملك الناصح، وجعل شيخو أتابكه (١) فأقام إلى أن خلع في شوال سنة خمس وخمسين، وحبس بالقلعة، وأعيد الناصر حسن، فأقام إلى أن قتل ليلة الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة اثنتين وستين، وأقيم بعده ابن أخيه ناصر الدين أبو المعالي محمد بن المظفر حاجي، ولقب الملك المنصور، فأقام إلى أن خلع في شعبان سنة أربع وستين وسجن بالقلعة إلى ان مات سنة إحدى وثمانين، وأقيم بعده ابن عمه أبو المفاخر شعبان بن الأمير حسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، ولقب الملك الأشرف وعمره يومئذ عشر سنين، واستقر أتابكه يلبغا العمري. ثم إن يلبغا قتل بأيدي مماليكه في سنة ثمان وستين، وكان ساكنا بالكبش، فقال فيه بعض الشعراء:


(١) الأتابك: في أيام المماليك مقدم العساكر أو القائد العام.