للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدا شقا يلبغا وعدت ... عداه في سفنه إليه

والكبش لم يفده وأضحت ... تنوح غربانه عليه

وأقيم أسندمر الناصر أتابكا، فاتفقت معه مماليك يلبغا، فركبوا على الأشرف فهزموا، ونصر الأشرف، وقال بعض الشعراء في ذلك:

هلال شعبان جهرًا لاح في صفر ... بالنصر حتى أرى عيدا بشعبان

وأهل كبش كأهل الفيل قد أخذوا ... رغما وما انتطحت في الكبش شاتان

ثم أقيم الجائي اليوسفي أتابكا وهو زوج أم الأشرف، فاتفق موت أم الأشرف، فقال شهاب الدين السعدي متفائلا بالجائي:

في مستهل العشر من ذي الحجة ... كانت صبيحة موت أم الأشرف

فالله يرحمها ويعظم أجره ... ويكون في عاشور موت اليوسفي

فأتفق أن وقع الأمر كذلك، ركب الجائي على الأشرف في سابع المحرم، فكسر وطلب يوم الثامن، فساق حتى أرمى نفسه في البحر، فغرق، ثم أخرجه الغواصون ودفن في تاسع المحرم.

ثم إن الأشرف تأهب للحج، وسافر في شوال ثمان وسبعين، وصحبه الخليفة والقضاة والأمراء، فلما وصل إلى العقبة، ركب عليه من معه من الأمراء والجند، فانكسر السلطان، ورجع هاربا إلى مصر، فاختفى بها.

قال الحافظ ابن حجر: أخبر الشيخ بدر الدين السلسولي أحد علماء المالكية وصلحائهم، أنه رأى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما تجهز الأشرف للحج، وعمر يقول له: شعبان بن حسين يريد أن يجيء إلينا، فقال: لا ما يأتينا أبدا! فلم يلبث الأشرف أن رجع من العقبة.

قال ابن حجر: وعرض طشتمر على الخليفة أن يتسلطن، فامتنع وقال: بل اختاروا