للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تولى عنه الشرقية، فقيل له: تروح إلى شخص توليه، فقال: لو لم يفعل لقبلت رجله حتى يقبل، فإنه يسد عني ثلمة من جهنم.

قال ابن السبكي: وكان يقال: إن القاضي تاج الدين آخر قضاة العدل؛ واتفق الناس على عدله؛ وقد اجتمع له من المناصب الجليلة ما لم يجتمع لغيره؛ فإنه ولي خمس عشرة وظيفة: القضاء، والوزارة، ونظر الأحباس، وتدريس الشافعية، والصالحية، والحسبة، والخطابة، ومشيخة الشيوخ، وإمامة الجامع.

وولي بعده مصر والوجه القبلي محيي الدين عبد الله بن القاضي شرف الدين بن عين الدولة، والقاهرة والوجه البحري تقي الدين محمد بن الحسن بن رزين، ثم مات ابن عين الدولة في رجب سنة ثمان وسبعين، وعزل ابن رزين في رجب أيضا سنة ثمان وسبعين لكونه توقف في خلع الملك السعيد.

وولي صدر الدين عمر بن القاضي تاج الدين بن بنت الأعز، فمشى على طريقة والده في التحري والصلابة، ثم عزل نفسه في رمضان سنة تسع وسبعين.

وأعيد ابن رزين فأقام إلى أن مات في رجب سنة ثمانين، وولي بعده وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسين البهنسي قضاء الديار المصرية، ثم عزل عن القاهرة والوجه البحري، واستمر على قضاء مصر والوجه القبلي، إلى أن توفي سنة خمس وثمانين.

وولي القاهرة بعد عزله عنها شهاب الدين بن الخويي (١) ، فأقام إلى أول سنة ست وثمانين، فعزل.

وولي بعده برهان الدين الخضر السنجاري، فأقام شهرا، ثم توفى.


(١) الخوبي، بضم الخاء وفتح الواو المشددة وتشديد الياء، منسوب إلى خوي، مدينة بأذربيجان، واسمه أحمد بن خليل بن سعادة، انظر شذرات الذهب ٥: ١٨٣.