للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن فضل الله في ترجمته: وزير وليته ما وزر، وارتفع رأسه وليته رض بالحجر، كمن كمون الأرقم، وسقى الناس من كأسه العلقم.

وأما مصر فكانت إمرة بلا وزارة إلى أيام السلطان أحمد بن طولون، فعظم أمرها، ووزر لخمارويه أبو بكر محمد بن رستم الماذرائي الكاتب.

ووزر لكافور الإخشيدي أبو الفضل جعفر بن الفرات المعروف بابن خنزابه.

ووزر للمعز جوهر القائد.

وللعزيز أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن كلس، وكان يهوديًّا فأسلم، وفوض إليه الأمور في سائر مملكته، قال ابن زولاق: هو أول من وزر للدولة العبيدية بالديار المصرية، وكان من جملة كتاب كافور، فلما مات حزن عليه العزيز حزنا شديدًا، وأغلق الديوان من أجله، وكانت وفاته سنة ثمانين وثلثمائة.

ووزر بعده نصراني يقال له: عيسى بن نسطورس، ثم قبض عليه.

ووزر للظاهر أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي في سنة ثماني عشرة وأربعمائة إلى أن مات في زمن المستنصر سنة ست وثلاثين، فوزر بعده أبو نصر صدقة بن يوسف الفلَّاحي، وكان يهوديًّا فأسلم، وفيه يقول الحسن بن خاقان الشاعر المصري:

حجاب وإعجاب وفرط تصلف ... ومد يد نحو العلا بتكلف

فلو كان هذا من وراء كفاية ... عذرنا ولكن من وراء تخلف

وكان معه أبو سعد التستري اليهودي يدبر الدولة له، فقال بعض الشعراء:

يهود هذا الزمان قد بلغوا ... غاية آمالهم وقد ملكوا

العز فيهم والمال عندهم ... ومنهم المستشار والملك

يا أهل مصر إني نصحت لكم ... تهودوا قد تهود الفلك