للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان قتل شاور في ربيع الآخر سنة أربع وستين.

وولي الوزارة بعده الأمير أسد الدين شيركوه؛ ولقب الملك المنصور، لقبه بذلك العاضد، فأقام فيها شهرين وخمسة أيام، ومات في جمادى الآخرة.

فاستوزر العاضد بعده ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب، ولقب الملك الناصر، وقد تقدم ذكر الخليعة التي لبسها يومئذ. ثم إن صلاح الدين أزال دولة بني عبيد، وأعاد الخطبة لبني العباس في أول سنة سبع وستين، فصار لمصر أميرًا بعد أن كان وزيرًا.

وجعل وزيره القاضي الفاضل محيي الدين عبد الرحيم البيساني، فاستمر وزيرا له، ولولده الملك العزيز، ولولد العزيز الملك المنصور، إلى أن مات سنة ست وتسعين وخمسمائة.

فوزر بعده للعادل صفي الدين بن شكر الدميري، إلى أن عزل سنة تسع وستمائة.

ووزر للكامل ابن شكر أيضا، والحسن بن أحمد الديباجي.

ووزر للصالح جمال الدين علي بن جرير الرقي، ومعين الدين الحسن بن صدر الدين شيخ الشيوخ، وأخوه فخر الدين يوسف، والقاضي بدر الدين السنجاري، والقاضي تاج الدين بن بنت الأعز.

ووزر لشجرة الدر في دولتها بهاء الدين علي بن محمد بن سليم المعروف بابن حنا.

ووزر للمعز الأسعد -بل الأنحس الأشقى- هبة الله بن صاعد الفائزي، وكان هذا أول شؤم الأتراك في مملكتهم، أن عدلوا عن وزارة العلماء الأقباط والمسالمة، وكان الأسعد هذا نصرانيًّا فأسلم، فلما تولى الوزارة أحدث مكوسًا ومظالم كثيرة على نحو ما كانت في أيام العبيديين، ووزرائهم النصارى والرافضة، وقد كان السلطان صلاح الدين -رحمه الله- أبطلها فأحدثها هذا الملعون، وقد قال فيه بعضهم: