للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعن الله صاعدا ... وأباه فصاعدا

وبنيه فنازلا ... واحدًا ثم واحدا

ولما قتل المعز، وقبض على والده المنصور، أهين الأسعد هذا، ثم قتل في سنة خمس وخمسين.

وولي الوزارة للمظفر بعده القاضي بدر الدين السنجاري مضافًا لقضاة القضاة، ثم صرف من عامه عن الوزارة.

ووليها القاضي تاج الدين بن بنت الأعز، ثم صرف في ذي القعدة سنة سبع وخمسين.

ووزر رزين الدين يعقوب بن عبد الرفيع المعروف بابن الزبير، فأقام إلى أيام الظاهر بيبرس، فعزله عن الوزارة في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين، واستوزر بعده الصاحب بهاء الدين بن حنا؛ فأقام وزيرا إلى أن مات الظاهر، وتولى ولده الملك السعيد، فأقره على الوزارة، وكتب له تقليدا من إنشاء القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر. وهذه صورته:

الحمد لله الذي وهب هذه الدولة القاهرة من لدنه وليا، وجعل مكان سرها وشد أزرها عليًّا، ورضي لها من لم يزل ربه مرضيًّا.

نحمده على نعمه التي أمسى بنا بره حفيًّا، ونشكره على أن جعل دولتنا جنة أورث تدبيرها من عباده من كان تقيا.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نسبح بها بكرة وعشيا، ونصلي على سيدنا محمد الذي آتاه الله الكتاب، وجعله نبيًّا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة نتبع بها صراطًا سويًّا.

وبعد، فإن أولى ما تنغمت به ألسنة الأقلام بتلاوة سوره، وتنعمت أفواه المحابر