للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسكندرية اليوم، ونقيطة (١) ؛ وكان على كل واحدة منهن سور، وسور من خلف ذلك على الثلاث مدن؛ يحيط بهن جميعًا (٢) .

وأخرج ابن عبد الحكم عن عبد الله بن طريف الهمداني، قال: كان على الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق (٣) .

وأخرج عن خالد بن عبد الله وأبي (٤) حمزة أن ذا القرنين لما بنى الإسكندرية رخمها بالرخام الأبيض؛ جدرها وأرضها، فكان لباسهم فيها السواد والحمرة؛ فمن قبل ذلك لبس الرهبان السواد من نصوع بياض الرخام، ولم يكونوا يُسرجون فيها بالليل من بياض الرخام، وإذا كان القمر أدخل الرجل الذي يخيط بالليل في ضوء القمر في بياض الرخام الخيط في حجر الإبرة (٥) .

قال: وذكر بعض المشايخ: إن الإسكندرية بُنيت ثلاثمائة سنة، وسُكنت ثلاثمائة سنة، وخُربت ثلاثمائة سنة؛ ولقد مكثت سبعين سنة ما يدخلها أحد إلا

وعلى بصره خرقة سواد؛ من بياض جصها وبلاطها، ولقد مكنت سبعين ما يستسرج فيها (٦) .

قال: وأخبرنا ابن أبي مريم، عن العاطف بن خالد، قال: كانت الإسكندرية بيضاء تضيء بالليل والنهار، وكانوا إذا غربت الشمس لم يخرج أحد منهم من بيته، ومن خرج اختطف، وكان منهم راع يرعى على شاطئ البحر، وكان يخرج من البحر شيء فيأخذ من غنمه، فكمن له الراعي في موضع حتى خرج؛ فإذا جارية، فتشبث بها، فذهب بها إلى منزله فأنست بهم، فرأتهم لا يخرجون بعد غروب الشمس، فسألتهم، فقالوا: من خرج منا اختطف، فهيأت لهم الطلسمات بمصر في الإسكندرية.


(١) ط: "ولقيطة".
(٢) فتوح مصر ٤٢.
(٣) فتوح مصر ٤٢.
(٤) ط: "ابن حمزة".
(٥) فتوح مصر ٤٢.
(٦) فتوح مصر ٤٣.