الحديث, والنظر العقلي المتعمَّق فيه والكشف التصوفي عند الخلف من المتكلمين والفلاسفة والصوفية, وموقفهم من الاحتجاج بالنصوص الشرعية في العقائد, ونقد أقطاب الفلسفة والكلام (مثل ابن سينا والغزالي والرازي والعضد وغيرهم) في هذا الباب، والاحتجاج لصحة عقيدة السلف ودراسة بعض المسائل منها.
أما معالجته للقضايا الفقهية فقد توسع في الكلام على بعضها, ودراسة الأحاديث الواردة فيها وتخريجها, ودفع إيرادات الكوثري وغيره عليها, والنظر في أدلة الحنفية والكلام عليها.
وللمؤلف نفس حديثي وفقهي, فكما أنه يتكلم على الأحاديث والآثار الواردة في الباب, ينظر في تعليل وتوجيه المسائل عند الفقهاء ويبين سبب الخلاف بينهم, مع الاحترام للجميع.
والكتاب أكبر شاهد على تعدد معارف المؤلف وسعة اطلاعه على المكتبة الإسلامية في كافة الفنون, وعدم اقتصاره على النقل منها, بل الاستدراك عليها والإضافة إليها من فكره واجتهاده, ويظهر ذلك بمقارنة ما عند المؤلف هنا بغيره من الكتب, فهو يبحث الجوانب التي لم يفصل فيها السابقون, ويناقش المؤلفين فيما ذهبوا إليه ويعقِّب عليهم.
ومن أهمِّ ما يميِّز الكتاب والمؤلف أيضًا: الأسلوب العلمي القائم على الأدلة والبراهين, دون تجريح شخص أو القدح في آخر. وقد كان المؤلف يرد على الكوثري الذي عُرِف بعدائه لأهل الحديث والطعن فيهم بشتى الطرق, ولكن المؤلف التزم المنهج العلمي في مناقشته وبيان تناقضه, ولم