للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أستاذه مالك. وقد روى حرملة عن الشافعي أنه قال: "مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين" (١) كما يأتي في ترجمة مالك إن شاء الله تعالى (٢).

ومنه ما تراه في كلام مسلم في مقدمة "صحيحه" (٣) مما يظهر منه الغضُّ الشديد من مخالفه في مسألة اشتراط العلم باللقاء، والمخالف هو البخاري، وقد عُرِف عن مسلم تبجيلُه للبخاري.

وأنت إذا تدبّرتَ تلك الكلمات وجدتَ لها مخارج مقبولة، وإن كان ظاهرها التشنيع الشديد (٤).

وفي ترجمة الحسن بن صالح بن حيّ من "تهذيب التهذيب" (٥) كلمات قاسية أطلقها بعض [١/ ١٣] الأئمة فيه مع ما عُرِف من فضله، وفيها: "قال أبو صالح الفراء: ذكرت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئًا من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه يعني الحسن (بن صالح) بن حيّ، فقلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ قال: لِمَ يا أحمق؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا، فتتبعهم أوزارهم؛ ومن أطراهم كان أضرَّ عليهم".

أقول: والأئمة غير معصومين من الخطأ والغلط، وهم إن شاء الله تعالى


(١) انظر "تهذيب التهذيب": (١٠/ ٨).
(٢) من كتابنا هذا برقم (١٨٣).
(٣) (١/ ٢٨ - ٣٢).
(٤) وقد ذكر المصنف هذا المعنى أيضًا في كتاب "العبادة" (ص ٨٢ - ٨٤).
(٥) (٢/ ٢٨٦).