يعتبر الحوار عنصرا أساسيا في القصة القرآنية، ويجري الحوار بين شخصيات القصة معبرا عن المعنى المراد مشيرا إلى بعض ما ترمز إليه القصة من أهداف، والحوار يبعث الحياة في القصة القرآنية ويجعلها أكثر تعبيرا عن المعنى المقصود، ولا يمكن لأسلوب العرض التقريري أن يغني عن الحوار في بعض المواقف، فهو أداة التعبير المباشر عن الشخصية، والحوار يوضح ملامح الشخصية الإنسانية ويعبر عن أسلوبها وطبيعتها ويكشف خفايا تلك الشخصية الإنسانية من حيث الاستعدادات والانفعالات
ويأتي الحوار في إطار السرد التاريخي للقصة، ويبرز هذا في قصة يوسف عند ما تحدث القرآن عن المرأة وراودته التي هو في بيتها وقالت: هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وهناك علاقة بين الحوار والشخصية لأن لكل شخصية أسلوبها المعبر، فالملك يعبر بأسلوب يعبر عن شخصيته ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي، إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ والأمر واضح في خطاب الملوك، وفيه شدة ويلاحظ في الحوار أسلوب الرجاء: يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا، وأسلوب النصح في خطاب الأب لأولاده يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وليس هناك كلمة أبلغ في التعبير عن الاطمئنان وإزالة الخوف من كلمة يوسف لأخيه إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ، وتأتي كلمة امرأة العزيز حاسمة صادقة: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ.
والحوار متعدد الأساليب، فهناك من الحوار ما يفيد معنى التهديد والوعيد، وهناك ما يفيد معنى الازدراء والاستخفاف وهناك ما يفيد معنى التلقين والتقرير،