من اليسير علينا أن نكتشف أوجه التشابه بين كل من البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، وهو تشابه يؤكد أن السيوطي قد اعتمد كل الاعتماد على كتاب البرهان، ونقل الكثير مما ورد فيه من أقوال العلماء، وأحيانا تكون العبارة واحدة في كل من الكتابين، ويتميز البرهان بدقة العبارة، وتكامل الموضوع، وأصالة المنهج، وعمق الدراسة في الوقت الذي يتميز فيه الإتقان بالجمع والإيجاز.
قال الزركشي في البرهان في معرض حديثه عن معرفة أسباب النزول الذي بدأ به أبواب كتابه وأنواع علوم القرآن.
«وقد اعتنى بذلك المفسرون في كتبهم، وأفردوا فيه تصانيف، منهم علي بن المديني شيخ البخاري، ومن أشهرها تصنيف الواحدي في ذلك، وأخطأ من زعم أنه لا طائل تحته، لجريانه مجرى التاريخ، وليس كذلك، بل له فوائد:
- منها وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
- ومنها تخصيص الحكم به عن من يرى أن العبرة بخصوص السبب.
- ومنها أن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصيص.
- ومنها الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال.
- ومنها الوقوف على المعنى.
- ومنها أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص.
- ومن الفوائد أيضا دفع توهم الحصر» (١).
وقال السيوطي في معرض كلامه عن معرفة سبب النزول:
«أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري، ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز، وقد اختصره الجعبري فحذف