الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاء الملك فقال:«اقرأ».
وهذه هي الصورة الأولى للوحي، الرؤيا الصالحة في النوم، أو لعلها من مقدمات الوحي، وليست هي الوحي.
ثم جاءت كيفية الوحي كما بينها النبي صلّى الله عليه وسلّم عند ما سأله الحارث بن هشام، روت السيدة عائشة أن الحارث بن هشام سأل الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن
الكيفية التي يأتيه الوحي بها فقال:
- يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟
- فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا».
[كيفية الوحي عند السيوطي:]
ذكر السيوطي في الإتقان كيفية الوحي بقوله:
[وذكر العلماء للوحي كيفيات:]
إحداها: أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس، كما في الصحيح وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر، سألت النبي صلّى الله عليه وسلّم: هل تحس بالوحي فقال:
«أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض»، قال الخطابي: والمراد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يبين له أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد، وقيل: هو صوت خفق أجنحة الملك، والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقي فيه مكانا لغيره، وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه، وقيل: إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد وتهديد.
الثانية: أن ينفث في روعه الكلام نفثا، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: «إن روح القدس نفث