للرازي، وأمثال القرآن للماوردي، وأقسام القرآن لابن القيم، وجواهر القرآن للغزالي، والتعريف والإعلام فيما وقع في القرآن من الأسماء والأعلام للسهيلي، والتبيان في مبهمات القرآن للقاضي بدر الدين بن جماعة والمقنع للداني.
وهذه الكتب التي ذكرها السيوطي، بعضها وصل إلينا، والبعض الآخر لم يصل، وهناك كتب أخرى كثيرة، وتشير الروايات إلى أن معظم هذه الكتب كان يبحث في علم من علوم القرآن، كالإعجاز والقراءات والوقف والناسخ والمنسوخ والمجاز والإيجاز والفضائل والغريب والمفردات والإعراب، وبعضها كان يبحث في جوانب من علوم القرآن في إطار بحثه في التفسير أو اللغة أو البلاغة أو علم الكلام.
ويبدو أن أول كتاب صنف في علوم القرآن، واشتهر أمره وحظي باهتمام العلماء هو كتاب «البرهان في علوم القرآن»، للإمام بدر الدين الزركشي المتوفى سنة ٧٩٤ هـ بمصر.
[البرهان في علوم القرآن:]
يعتبر كتاب «البرهان في علوم القرآن» من أبرز كتب علوم القرآن وأجمعها، ويعود الفضل في التعريف به إلى جلال الدين السيوطي الذي ألف كتابه «الإتقان»، وأشار إلى كتاب البرهان وأشاد به واعتمد عليه، ونقل منه الكثير من الأقوال والنصوص، وقد جمع فيه الزركشي زبدة أقوال العلماء وصفوة آرائهم، ونقل عن المفسرين والمحدثين والفقهاء والنحاة وأهل البلاغة واللغة أقوالهم، وجمع شتات تلك الأقوال في فصول مستقلة واضحة الدلالة، بينة المعنى، عجيبة الترابط والتكامل، وقسم كتابه هذا إلى سبعة وأربعين نوعا، تحدث في كل نوع من الأنواع عن علم من علوم القرآن وخص النوع الأول بالحديث عن معرفة أسباب النزول، وقسمه إلى فصول، واشتملت الفصول على تنبيهات وفوائد، ثم انتقل إلى النوع الثاني وتحدث فيه عن معرفة المناسبات بين الآيات، من حيث ارتباط الآيات بعضها ببعض، أو من حيث اتصال
اللفظ والمعنى، وفي النوع الثالث تحدث عن معرفة الفواصل ورءوس الآيات، وأوضح مباني الفواصل