معبر ومعنى يجسد الصورة، ويعطي للألفاظ أبعادها وصورها وجمالها، ويؤكد الجرجاني أهمية اللفظ، ويعتبره الأداة الأولى للتعبير، فاللفظة تجد مكانها المناسب والمعنى الدقيق يبحث عن لفظ معبر.
وختمت هذه الدراسة بالفصل الخاص ب «القصة في القرآن»، وتكلمت في هذا الفصل عن المحور العام للقصة القرآنية وعن أشخاص القصة القرآنية، وخصائص هذه القصة من حيث الإقناع العقلي واستخدام اللغة لإحداث التأثير النفسي، وأهم خصوصيات القصة القرآنية تداخل القصة بالحكم والعبر المستفادة منها حيثما دعت الحاجة إلى ذلك، في بداية القصة أو في نهايتها، أو على لسان شخصيات القصة أثناء الحوار. ولا شك أن القصة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز القرآني، سواء من حيث إخبارها عن الأمم السابقة، أو من حيث وضوح الالتزام بالأهداف القرآنية أو من حيث الأسلوب المؤثر في إحداث الغاية المطلوبة من عرض القصة، ومن اليسير علينا أن نستنتج من كل قصة في القرآن مواقف إنسانية، وبخاصة فيما يتعلق بالصراع بين الحق والباطل، والطغاة والمستضعفين، ويقف الأنبياء دائما في وجه الطغاة، يقاومون بشجاعة رموز الشر، ويدافعون عن حقوق الإنسان وكرامته، مبشرين ومنذرين، منتصرين للفضيلة والحق، مؤكدين أن الدين الحق غايته تحرير الإنسان من العبودية، ومقاومة الطغيان في المجتمع.
وفي الختام، أرجو الله تعالى أن يتقبل هذا العمل العلمي المتواضع، وأن يجعله مباركا، وأن ينفع به، وأعتذر عما يمكن أن يكون قد وقع فيه من أخطاء، وأسأله تعالى أن يشرح قلوبنا لما يحبه لنا، وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم. والله الموفق لكل خير.