خرج من فمي الصدق، كلمة لا ترجع، إنه لي تجثو كل ركبة، يحلف كل لسان" (إشعيا ٤٥/ ٢٣).
- ومن صور التحريف ما صنعه متى وهو يتلاعب بنسب المسيح، فيحذف من النسب ما لا يروق له، ثم يعمد إلى خداع القارئ والتمويه عليه، لقد أدرك متى أن ذرية الملك يهوياقيم محرومة من الجلوس على كرسي داود (انظر إرميا ٣٦/ ٣٠ - ٣١)، فحذف اسمه من نسب المسيح مخافة أن يدرك القارئ أنه لاحظّ للمسيح في الجلوس على كرسي داود، فقال: " ويوشيا ولد يكنيا وإخوانه عند سبي بابل" (متى ١/ ١١)، ومن المعلوم أن يكنيا من أحفاد يوشيا، وليس ابنا مباشراً له، إذ هو ابن الملك المحروم يهوياقيم بن يوشيا (انظر الأيام (١) ٣/ ١٤ - ١٥).
كما أخطأ متى ثانية حين زعم أن ولادة يكينيا عند سبي بابل "ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل" (متى ١/ ١١)، إذ يكينيا قد ولد قبل السبي بوقت طويل، وتولى الملك وعمره ثماني سنوات أو ثمانية عشرة سنة، على خلاف بين الأسفار [انظر (الملوك (٢) ٢٤/ ٨)، و (الأيام (٢) ٢٦/ ٩)]، وتسمى بيهوياكين، وفي عهده (٥٩٧ ق. م) دخل البابليون فلسطين أول مرة، وسَبَوه وكبار مملكته إلى بابل، وذلك قبل السبي الكبير بإحدى عشرة سنة، خلافاً لمتى الذي يزعم أنه ولد عند السبي، يقول سفر إرميا: "سبى نبوخذ راصر ملك بابل يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذ" (إرميا ٢٤/ ١)، فكيف يزعم متى أنه ولد عند سبي بابل؟!
ومن تحريف متى نسبته المسيح إلى الملك يكنيا المسمى بيهوياكين وكنياهو (انظر إرمياء ٣٧/ ١)، فهذا الملك عقيم لا ولد له، ولن يكون في نسله جالس على كرسي داود، لأن الرب حرمه من ذلك كما نقل سفر إرمياء: "هكذا قال الرب: اكتبوا هذا الرجل عقيماً، رجلاً لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالساً على كرسي