للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٦٢ أ/ص]

وقال الزين ابن المُنَيِّر: ويؤيِّده وقوعهما بعد على المُشعرة بالحمل (١) , وقيل: العدلان إنا لله وإنا إليه راجعون, والعلاوة: الثواب عليها, /وقال ابن التين: قال أبو الحسن: العدل الواحد, قول المصاب: "إنا لله" إلى آخره, والعدل الثاني: "الصلوات عليهم من الله تعالى"، والعلاوة: "وأولئك هم المهتدون", وهو ثناء من الله عليهم (٢).

وقال الكرماني: والظاهر أنّ المراد بالعدلين القول وجزاؤه, أي: قول الكلمتين ونوعا الثواب, وهما مثلان في أن العدل الأول مركب من كلمتين, والثاني من النوعين من الثواب (٣).

واعلم: أنّ الصبر ذكر في القران الكريم في: خمس وتسعين موضعًا، ومن أجمعها هذه الآية ومن أدقها: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: ٤٤] , قرن هاء الصابر بنون العظمة, ومن أبهجها قوله: " {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ (٢٤)} [الرعد: ٢٤] " (٤) وقد روى نحو قول عمر - رضي الله عنه - , مرفوعًا أخرجه الطبراني في "الكبير": من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أعطيت أمتي شيئًا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " (٥) , إلى قوله " الْمُهْتَدُونَ ", قال: فأخبر أنّ المؤمن إذا سلَّم لأمر الله, واسترجع كتب له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله, والرّحمة, وتحقيق سبل الهدى (٦) , والله أعلم.


(١) فتح الباري (٣/ ١٧٢).
(٢) عمدة القاري (٨/ ١٠٠).
(٣) الكواكب الدراري (٧/ ٩٦).
(٤) إرشاد الساري (٢/ ٤١٣).
(٥) المعجم الكبير، باب العين، سعيد بن جبير، عن ابن عباس (١٢/ ٤٠)، (١٢٤١١)، محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، ثنا أبي، حدثني عمر بن الخطاب رجل من أهل الكوفة عن سفيان بن زياد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. إسناده ضعيف، فيه محمد بن خالد الطحان، وهو متروك الحديث، تهذيب الكمال (٢٥/ ١٣٩) (٥١٧٨)، وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٣٠) (٣٩٣٩): رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف.
(٦) فتح الباري (٣/ ١٧٢).