للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبل الإضمار، فافْهَمْه (١).

ولا تُعِدْ لفظَ ضميرٍ متصل ... إلا مع اللفظ الذي به وصل

كذا الحروفُ غير ما تحصَّلا ... به جواب كنعم وكبلا (٢)

(خ ١)

* ع: قولُه: «كذا الحُرُوفُ»: أي: لا تُعِدْ لفظَها إلا مع ما اتصل بها، فتقول: مررت بزيدٍ بزيدٍ، إذا أردتَّ تأكيدَ الباء.

ورُبَّما جاء في كلامهم إعادتُه ليس معه ما اتصل به المؤكَّد، وإذا فعلوا ذلك جعلوه تاليًا للمؤكَّد داخلًا على ما اتصل به الأولُ؛ ليكون هو والأولُ كالكلمة الواحدة دَخَلت على مطلوبها؛ لشدة اتصالها بما تدخل عليه، فإن أتيت بالمؤكِّد تاليًا لها فصلتها ممَّا دخلت عليه، أو بعدها وبعد مصحوبها أَخْللت بالمؤكِّد من حيث إنه كالضمير المتصل الذي لا يُستباح المجيءُ به وَحْدَه، إلا أن السماع في ذلك -وإن كان قليلًا- لم يَرِدْ إلا بالأول، كقوله (٣):

حَتَّى تَرَاهَا وَكَأَنَّ وَكَأَنّْ

البيتَ (٤)، ويُضعِفُه: كونُ الأداة على حرفٍ، كقوله (٥):

وَلَا لِلِمَا بِهِمْ أَبَدًا دَوَاءُ (٦)


(١) الحاشية في: ١٠٧.
(٢) كذا في المخطوطة، والوجه: وكـ: بلى.
(٣) هو خِطَام المجاشعي، وقيل: الأغلب العِجْلي.
(٤) من مشطور الرجز، وبعده:
أعناقَها مشدَّداتٌ بقَرَنْ

ينظر: النوادر لأبي زيد ٣٤٤، وشرح التسهيل ٣/ ٣٠٣، ولسان العرب (ر ع ن) ١٣/ ١٨٢، والتذييل والتكميل ٥/ ١٧٣، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٨٨، وخزانة الأدب ٧/ ٤٢٢.
(٥) هو مسلم بن مَعْبَد الوالبي.
(٦) عجز بيت من الوافر، تقدَّم بعضه في باب حروف الجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>