للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِعرابُ الفِعْل

(خ ١)

* قولُه: «إعراب الفعل»: لَمَّا انقضى الكلام على إعراب الاسم شرع في إعراب الفعل.

والحاصلُ: أن أنواع إعرابه ثلاثة: رفع، ونصب، وجزم، وليس رفعُه بدَالٍّ على العُمْديَّة، كما أن رفع الأسماء كذلك، ولا نصبُه دالٌّ على الفَضْليَّة، كما أن نصب الأسماء كذلك، ولا جزمُه القائمُ مَقامَ الجرِّ بدالٍّ على الإضافة، ولكنَّ التشابهَ بين هذه الأشياء في الصورة.

وبدأ بالكلام على الرفع؛ لأنه نظير ما هو الأصلُ في إعراب الاسم، فقال: «ارفَعْ» إلى آخره، ومرادُه بهذا: التنبيهُ على ضابط الرفع وعاملِه، كما في النصب والجزم.

-لا يُسلَّم أن في البيت التنبيهَ على عامله؛ لأنه قال: «ارفَعْ إذا يُجَرَّد»، وقد يكون به، أو بغيره محتملًا (١) -.

والحاصلُ: أنه إن دخل عليه ناصب نَصَبه، أو جازمٌ جَزَمه، وإن خلا منهما كان مرفوعًا، وكان تجرُّدُه منهما رافعًا له، كما أن التجرُّد من العوامل رافعٌ للمبتدأ في باب الأسماء، ولو قال عِوَضَ هذا البيت:

تجرُّدٌ من جازمٍ وناصبِ ... رافعُ فِعْلٍ؛ ... ... ...

كان أَجْودَ في مراده.

ثم شَرَع في النصب؛ لأنه يليه كما قدَّمنا، فقال: «وبـ"لَنِ" انصِبْه» إلى آخره، ثم شَرَع في الجزم؛ لأنه كالجر، فقال: «بـ"لا" ولامٍ».

وحاصلُ الأمر: أن الجوازم قسمان: جازم لفعل واحد، وجازم لفعلين، فالجازم


(١) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. وهذا الاستدراك كتبه ابن هشام في هامش الورقة ملحقًا بعد قوله الآنف: «ضابط الرفع وعامله»، وسيأتي نحوه في التعليق على البيت الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>