للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَمْ وَكَأَيّ وَكَذا

ميز في الاستفهام كم بمثل ما ... ميزت عشرين ككم شخصًا سَما

(خ ١)

* «كَمْ» اسمٌ يُكْنى به عن عددٍ مجهولِ الجنس والمقدار.

أما أنها اسم فبالإجماع؛ لدخول حرف الجر عليها في قولك: بكم درهمٍ اشتريت؟

وأما أنها كناية إلى آخره؛ فلأنك إذا قلت: كم اشتريت؟ كانت محتمِلةً للأعداد قليلِها وكثيرِها؛ ولهذا يجاب بكل عددٍ، ومحتمِلةً لأيِّ جنسٍ شئت؛ ولهذا يجاب بما شئت من الأجناس.

وهي قسمان: خبرية، بمعنى: كثير، كقوله سبحانه: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ} الآيةَ (١)، واستفهامية، بمعنى: أيّ عددٍ من أيّ جنسٍ، نحو: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} (٢)، وكان ... (٣) من تمييز كسائر الأعداد؛ لأن الكنايات بمنزلة المكنيّ عنه، بل هذه أطلبُ (٤) للتمييز؛ لأنها أشدُّ إبهامًا.

كذا يقول النحاة، وفيه نظرٌ؛ لأن التمييز ... (٥) الجنس، والجنسُ مجهول فيهما على السواء.

ولَمَّا كانت "كم" الاستفهاميةُ بمنزلة عددٍ مصحوبٍ بهمزة الاستفهام جُعِل تمييزُها في ... (٦) مفردًا منصوبًا، ولَمَّا كانت الخبريةُ بمنزلة "رُبَّ" في الدلالة على الكثرة في نحو:


(١) البقرة ٢٤٩.
(٢) المؤمنون ١١٢.
(٣) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٤) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٥) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٦) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>