للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لا التي لنفي الجنس]

(خ ١)

* لـ"لا" حالاتٌ: أن تُهمَلَ، وهو أَقْيَسُها؛ لأنها غير مختصة، ويجب حينئذٍ تكرارُها.

وأن تعمل عملَ "إِنَّ"، وذلك إذا قُصد بها التنصيصُ على نفي الجنس.

وأن تعمل عملَ "ليس"، وذلك إذا قُصد بها مطلقُ النفي.

وقد يكون الواقعُ نفيَ الجنس على سبيل الاستغراق، أو نفيَ الوَحدة، وفي كلام بعضهم أنها حينئذٍ مختصة بنفي الوَحدة، وليس بشيءٍ، ويُبطله: ورودُ العَمَلين (١) في محلٍّ واحدٍ، نحو: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّةَ وَلَا شَفَاعَةَ} (٢)، و: {لَا لَغْوَ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمَ} (٣)، إلا أنه قد يقال: نفيُ الجنس ونفيُ الوَحدة إنما يقال فيما يتعدَّدُ، وأما المصادر فهي شيء واحد، فالنفي فيهما على السواء، لا يختلف الحال بين أن تكون "لا" عاملةً عملَ "إِنَّ" أو عملَ "ليس" (٤).

عملَ إِنَّ اجعَل للا في نكرَه ... مُفْرَدةً جاءتك أو مُكرَّره

(خ ١)

* ظاهرُه يقتضي التسويةَ، وليس كذلك؛ لأنها إذا كُرِّرت يجوز إلغاؤها، كـ: لا حولَ ولا قوةٌ؛ تشبيهًا لها بها مع المعرفة.

وقولُه: «مفردةً جاءَتْك أو مكرَّره» يصحُّ عَوْدُه لـ"لا"، وعَوْدُه لاسمها (٥).


(١) باعتبار القراءتين بالإعمال والإهمال في الآيتين الآتيتين.
(٢) البقرة ٢٥٤، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقراءة الباقين بالرفع والتنوين فيها كلها. ينظر: السبعة ١٨٧.
(٣) الطور ٢٣، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقراءة الباقين بالرفع والتنوين فيهما. ينظر: السبعة ١٨٧، ٦١٢.
(٤) الحاشية في: ٩/ب.
(٥) الحاشية في: ٩/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>