للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المسألة الثانية: عنايته بآراء العلماء.]

لم يكن بِدْعًا أن يَصْرِف ابن هشام عنايته إلى آراء العلماء المتقدمين، ويجلوَها؛ لينظر أيها أقرب إلى الحق والصواب، فهذا نَهْجٌ سَلَكه في مصنفاته مطولها ومختصرها، وتجلَّى ذلك في حاشيتيه على الألفية في صور، منها:

١ - ذكرالخلاف بين البصريين والكوفيين في مسائل عدة، مع الترجيح أحيانًا لِمَا ظهرت حجته بالدليل.

فمن المسائل التي ذكرها:

- منع البصريون تقدم خبر "ما زال" وأخواتها عليها، وأجازه الكوفيون (١).

- أعمل البصريون "لا" المشبهة بـ"ليس"، ولم يعملها الكوفيون (٢).

- إعمال "ما" المشبهة بـ"ليس" إذا انتقض نفيها؛ أجازه الكوفيون إذا كان الخبر وصفًا، أو منزَّلًا الاسم منزلته، ومنعه البصريون؛ وأجازوا نصبه بفعل مضمر إن كان مصدرًا، أو دل دليل على تقدير الفعل (٣).

- اسم "لا" النافية للجنس إذا كان شبيهًا بالمضاف؛ أجاز الكوفيون فيه النصب والبناء على الفتح، ولم يجز فيه البصريون إلا النصب، وأوَّلوا ما سمع مبنيًّا على الفتح، كقولهم: لا آمِرَ بمعروفٍ، على أن المجرور متعلق بغير اسم "لا" (٤).

- أجاز الكوفيون مجيء الفاعل جملةً، ومنعه البصريون (٥).

- أعمل البصريون الثاني في باب التنازع، وأعمل الكوفيون الأول (٦).


(١) المخطوطة الأولى ٧/ب.
(٢) المخطوطة الأولى ٨/أ.
(٣) المخطوطة الثانية ٣٠.
(٤) المخطوطة الأولى ٩/ب.
(٥) المخطوطة الأولى ١١/أ.
(٦) المخطوطة الأولى، الرابعة الملحقة بين ١٨/ب و ١٩/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>