للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النَّائبُ عَنِ الفَاعِلِ

يَنُوبُ مفعول به عن فاعلِ ... فيما له كنِيلَ خيرُ نائل

(خ ١)

* قد يُحذف الفاعل للجهل به، أو لغرضٍ، كالتعظيم، تقول: غُلبت (١) الكفارُ، والأصل: غَلَب المؤمنون الكفارَ.

وقد ورد نظيرُ ذلك في حذف المفعول: قال الله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} (٢)، فحَذَف ذكرَ أهل العناد؛ احتقارًا لهم، وتعظيمًا لشأنه تعالى أن يُذْكَر اسمُه واسمُ رسلِه معهم (٣).

* [«ينوبُ مفعولٌ به عن فاعل»]: نحو: {لَقُضِيَ الْأَمْرُ} (٤)، {وَغِيضَ الْمَاءُ} (٥) (٦).

* [«ينوبُ مفعولٌ به عن فاعل»]: قال الزَّمَخْشَريُّ (٧) في قراءة بعضِهم (٨): {لِيُعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} (٩): فاعلُ "يُعْلَم" مضمونُ الجملة.

يعني: وليس "أَيُّ" فاعلًا؛ لأن الاستفهام يعلِّق الفعلَ، وتسميةُ مفعولِ ما لم يُسمَّ فاعله فاعلًا رأيٌ لبعضهم، وجَعْلُ الجملة نائبًا عن الفاعل إنما يصح على رأيِ مَنْ يجيزُ


(١) كذا في المخطوطة مضبوطًا.
(٢) المجادلة ٢١.
(٣) الحاشية في: ١١/أ.
(٤) الأنعام ٨، ٥٨
(٥) هود ٤٤.
(٦) الحاشية في: ١١/أ.
(٧) الكشاف ٢/ ٧٠٥.
(٨) هي قراءة زيد بن علي. ينظر: مختصر ابن خالويه ٨٢، وشواذ القراءات للكرماني ٢٨٥.
(٩) الكهف ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>