للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانَ وأخواتها

ترفع كانَ المبتدا اسمًا والخبر ... تنصِبُه ككان سيدا عمر

(خ ١)

* لا يريدُ: ترفعُه في حالة كونه اسمًا لا فعلًا؛ لأن المبتدأ لا يكون إلا اسمًا، وإنما يريد: اسمًا لها.

فإن قلت: وقد يريدُه، ويَحتَرز به عن نحو: {وَأَنْ تَصُومُوا} (١)، و: «تسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ» (٢).

قلت: ينقض الأولَ نحوُ: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا} (٣)، والثاني قليلٌ، ولو صحَّ لكان حسنًا، ويقوِّيه: أنه لم يقل: والخبر تنصبه خبرًا لها (٤).

* ع: من طَرِيف أبياتِ بابِ "كان": قولُ الشاعر (٥):

مُعَاوِيَ لَمْ تَرْعَ الأَمَانَةَ حَقَّهَا ... فَكُنْ حَافِظًا للهِ وَالدِّينِ شَاكِرُ (٦)

"شاكرُ" فاعل بـ"تَرْعَ"، فقد حُكي لي أنه اسم قومٍ (٧)، أي: لم ترعَ شاكر الأمانة، فارعَها أنت، ويجوز كونه بدلًا من الضمير في "حافظًا". من "التَّذْكِرة الفارِسيَّة" (٨) (٩).

(خ ٢)

* [«ترفع كان المبتدا»]: فإن قلت: هذا تحصيلُ الحاصلِ لأنه كان مرفوعًا.

قلت: لا؛ لأن هذا رفعٌ بعامل لفظي، وذاك بعامل معنوي، فنزَّل المغايرةَ في


(١) البقرة ١٨٤.
(٢) بعض مثل تقدم في باب الابتداء، وهو بتمامه: «تسمعَ بالمعيدي خيرٌ من أن تراه».
(٣) النمل ٥٦، والعنكبوت ٢٤، ٢٩.
(٤) الحاشية في: ٧/أ.
(٥) لم أقف على تسميته.
(٦) بيت من الطويل. ينظر: الخصائص ١/ ٣٣١، ٢/ ٣٩٦، والمحكم ٦/ ٦٨٣.
(٧) في المحكم ٦/ ٦٨٣ أنه اسم قبيلة من همْدان باليمن.
(٨) لم أقف عليه في مختارها لابن جني، ولا في غيرها من كتبه.
(٩) الحاشية في: وجه الورقة الثالثة الملحقة بين ٧/ب و ٨/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>