للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعدِّي الفعْلِ ولزومُه

علامةُ الفعل المُعَدَّى أَن تَصِل ... ها غيرِ مَصْدر به نحو عَمل

(خ ١)

* ع: قولُه: «تعدِّي الفعلِ ولزومُه»: لَمَّا انقضى الكلامُ على المرفوعات التي هي: المبتدأ، والخبر، وما تفرَّع عليهما، والفاعل، ونائبه؛ شَرَع في المنصوبات، وابتدأها بالمفعولات، فاحتاج إلى بيان الفعل المتعدي والفعل القاصر؛ لأن بذلك يُدرَك ما ينصب المفعولَ مما لا ينصبه.

وليُعلَمْ قبل ذلك أن المفاعيل خمسة: المفعول به، والمفعول المطلق، والمفعول له، والمفعول معه، والمفعول فيه.

وهذه الخمسة قسمان: منها ما يقع مضمرًا هو الهاء، ومنها ما ليس كذلك.

والثاني هو المفعول معه؛ لأن الهاء ضمير متصل، والمفعولُ معه منفصلٌ عن العامل بالواو، فامتنع مجيئُه متصلًا، وإنما يجيء بلفظ الضمائر المنفصلة، قال (١):

فَكَانَ وَإِيَّاهَا كَحَرَّانَ لَمْ يُفِقْ ... مِنَ المَاءِ إِذْ لَاقَاهُ حَتَّى تَقَدَّدَا (٢)

والأول -وهو الذي يكون ضميرًا هو الهاء- ينقسم قسمين:

أحدهما: ما يتصل بالفعل، وهو شيئان: المفعول به، نحو: زيد ضربته، والمصدر، نحو: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (٣)، أي: اقتدِ الاقتداءَ.

وما يتصل منه بالجار، وهما المفعولان الباقيان: المفعول له، نحو: الإكرام جئتك له، والمفعول فيه، نحو: يوم الجمعة سرت فيه، وأمامك جلست فيه، وسببُ ذلك: أن وصول العامل إلى ظاهرهما على نية الجار، والضمائرُ تردُّ الأشياء إلى أصولها؛ كراهيةَ


(١) هو كعب بن جُعَيل التغلبي.
(٢) بيت من الطويل. حرَّان: عطشان، تقدَّد: تشققت أمعاؤه لكثرة ما شرب. ينظر: الكتاب ١/ ٢٩٨، والأصول ١/ ٢١١، والحجة ٢/ ٢٨، والحُلَل في شرح أبيات الجمل ٢٦٩ (ت. الناصير)، وشرح التسهيل ٢/ ٢٥١، والتذييل والتكميل ٢/ ٢٢٦، ٨/ ١٠١.
(٣) الأنعام ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>