للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المفْعولُ المطلقُ

المصدرُ اسمُ ما سِوى الزمان من ... مدلولَي الفعل كأمْنٍ من أَمِن

(خ ١)

* ابنُ عُصْفُورٍ (١): المصدرُ بحق الأصالة: اسمُ الفعل، فأما عدده، نحو: عشرين ضربةً، فإنما جُعل مصدرًا وإن لم يكن اسمًا للفعل؛ لأنه يَصدُق عليه اسمُ الفعل الذي جُعل عددًا له؛ لأن "عشرين ضربةً" يَصدُق عليها اسمُ الفعل الذي هو الضَّرْبُ.

وأما ما قام مَقامَه فإنه جُعل مصدرًا؛ لقيامه مَقامَ اسمِ فعلٍ محذوفٍ منتصبٍ على المصدر، والعربُ إذا أقامت شيئًا مُقامَ شيءٍ جَعلتْ إعرابَه كإعرابه، والقائمُ مَقامَ المصدر؛ إما صفتُه، كـ: سِرتُ قليلًا، أو مضافٌ إليه قبل حذفه، كـ: ضربته سوطًا، الأصلُ: ضربةَ سوطٍ.

ولا يجوز إقامةُ الصفة مُقامَ الموصوف في مثال الأول إلا إن كانت الصفةُ تباشرُ العوامل، كـ: قليل، قال تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ} (٢)، وفي الثاني لا يُحذف المضافُ إلا إن كان المضافُ إليه اسمًا للآلة، نحو: ضربته سيفًا، ورشقته سهمًا، وطعنته رمحًا (٣)، ولو قلت: ضربته خشبةً، ورميته آجُرَّةً؛ لم يَجُز؛ لأن "خشبةً" ليس آلةً للضرب، و"آجُرَّةً" ليس آلةً للرمي، فإن جاء شيء من ذلك لم يُقَسْ عليه، كقوله (٤):

حَتَّى إِذَا اصْطَفُّوا لَنَا جِدَارَا (٥)

وقولِ الآخر ... (٦)


(١) شرح جمل الزجاجي ١/ ٣٢٤ مختصرًا.
(٢) المؤمنون ٤٠.
(٣) في المخطوطة: «ورشقته رمحام وطعنته سهمام»، دلالةً على أن الصواب بالتقديم والتأخير.
(٤) هو العجَّاج.
(٥) بيت من مشطور الرجز. ينظر: الديوان ٢/ ١١٥، والمحتسب ٢/ ١٢١، والخصائص ٣/ ٣٢٥، وسفر السعادة ٢/ ١٠٤٤، والتذييل والتكميل ٧/ ١٥٧، وارتشاف الضرب ٣/ ١٣٥٨.
(٦) موضع النقط بياض في المخطوطة مقداره ثلاث كلمات أو أربع.

<<  <  ج: ص:  >  >>