للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاختِصاصُ

(خ ١)

* ع: إن قلت: ما الفرق بين قولهم: نصب على الاختصاص، وقولِهم: نصب على المدح والذم؟

قلت: هما بابان مختلفان، ولهذا ذَكر س (١) كلًّا منهما في بابٍ؛ لأن باب المدح والذم منصوب بفعلٍ لفظُه المدحُ والذمُّ، وأما نصب الاختصاص فلا يقتضي عمله (٢) أن يكون بتفسيرٍ يقتضي المدحَ والذمَّ، وإن كان لا يكون إلا للمدح والذم، كقوله (٣):

بِنَا -تَمِيمًا- يُكْشَفُ الضَّبَابُ (٤)

وقولِه (٥):

وَلَا الحَجَّاجُ عَيْنَيْ بنتَ مَاءِ (٦) (٧)

وأيضًا فبابُ الاختصاص عَلَمٌ في الغالب على مثل: نحن -بني فلانٍ- نفعلُ، بخلاف


(١) الكتاب ٢/ ٦٢ (باب التعظيم والمدح)، ٢/ ٢٣٣ (باب الاختصاص).
(٢) انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٣) هو رُؤْبة بن العجَّاج.
(٤) بيت من مشطور الرجز. الضباب: ندًى كالغبار يكون في أطراف السماء. ينظر: ملحقات الديوان ٣/ ١٦٩، والكتاب ٢/ ٢٣٤، وشرح التسهيل ٣/ ٤٣٤، والمقاصد النحوية ٤/ ١٧٧٧، وخزانة الأدب ٢/ ٤١٣.
(٥) هو إمام بن أَقْرَم النُّمَيري.
(٦) قوله: «بنتَ ماءِ» كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في مصادر البيت: بنتِ ماءٍ.
(٧) صدر بيت من الوافر، وعجزه:
... تُقَلِّبُ طَرْفَها حَذَرَ الصُّقور
بنت ماء: طائر، والمراد: صاحبَ عينين مثلِ عينَيْ بنتِ ماءٍ. ينظر: الكتاب ٢/ ٧٣، والبيان والتبيين ١/ ٣٨٦، والكامل ٢/ ٩٣٠، والحجة ٦/ ٤٥٣، وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ٢/ ٢٦، والمخصص ٤/ ١٤٠، والتذييل والتكميل ٩/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>