للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحذير والإِغراءُ

إياك والشر ونحوه نصب ... محذِر بما استِتاره وجب

(خ ١)

* قال س (١): إذا قلت: إيَّاك أن تفعل؛ فالمعنى: إيَّاك أَعِظُ مخافةَ أن تفعل، أو: مِنْ أن تفعل، وقال: لا يجوز: إيَّاك الأسدَ، كما أنه لا يجوز: رأسَك الجدارَ، حتى تقول: من الجدار، أو: والجدارَ (٢).

(خ ٢)

* قولُه: «ونحوَه»: يريد به: نحوَه من الألفاظ المبدوءة بـ"إيَّا" المختومةِ بعلامة المخاطب: إيَّاك، إيَّاكما، إيَّاكم، إيَّاكنَّ، وفي الحديث: «إيَّاكِ أن تكونِيها يا حُمَيراءُ» (٣)، «إيَّاكم وخضراءَ الدِّمَن» (٤)، «إيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأمور؛ فإن كلَّ مُحْدَثٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ» (٥).

ويخرُج عنه: إيَّاي، وإيَّانا، وإيَّاه، إلى: إيَّاهنَّ.

يدلُّ على أنه أراد ما ذكرتُه: جَعْلُه بعدُ "إيَّاي" و"إيَّاه" شاذَّيْنِ، فهذا يفسِّر أن مراده بالنحو ما كان من ذلك للمخاطب (٦).


(١) الكتاب ١/ ٢٧٩.
(٢) الحاشية في: ٢٧/ب.
(٣) أخرجه نُعَيم بن حمَّاد في الفتن ١٨٩ عن طاوس مرسلًا بلفظ: «أيَّتُكن التي تنبحُها كلابُ ماءِ كذا وكذا، إياكِ يا حُميراء»، ولم أقف عليه مسندًا في شيء من كتب الرواية.
(٤) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب ٩٥٧ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١٤.
(٥) أخرجه أبو داود ٤٦٠٧ والترمذي ٢٦٧٦ وابن ماجه ٤٦ من حديث العِرْباض بن سارية رضي الله عنه.
(٦) الحاشية في: ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>