للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النكرة والمعرفة]

(خ ٢)

* في "التَّسْهِيل" (١) في باب المعرفة والنكرة: الاسمُ: معرفةٌ ونكرةٌ، فالمعرفةُ: مضمرٌ، وعَلَمٌ، ومُشارٌ به، ومنادًى، وموصولٌ، ومضافٌ، وذو أداةٍ، وأَعْرَفُها: ضميرُ المتكلم، ثم ضميرُ المخاطب، ثم العَلَمُ، ثم ضميرُ الغائب السالمِ عن إبهامٍ، ثم المشارُ به، والمنادى، ثم الموصولُ، وذو الأداةِ، والمضافُ إليه. انتهى.

قلت: قدَّم المعرفةَ على النكرة في الترجمة والتقسيمِ؛ لضرورة كلامِه على أقسام المعرفة أوَّلًا، وحَوَالةِ النكرةِ عليها ثانيًا.

وقولُه: «مضاف»: قدَّمه على "ذو الأداة" في الذكر، ولا وجهَ لذلك، وإنما الواجب أن يُذكَر بعد الجميع، خلا المنادى.

وقولُه: إن العَلَم مقدَّمٌ على ضمير الغَيبة لم أره لغيره، ثم إنه يقتضي -لكونه قيَّده بالسالم عن إبهامٍ- أن المقترن به إبهامٌ لا فوق العَلَم ولا دونه، فما محلُّه؟ هذا إهمالٌ، فيه إخلالٌ.

والمشهو (٢) أن أقسام المعارف خمسةٌ: مضمرٌ، فعَلَمٌ، وإشارةٌ، فذو أداةٍ، ومضافٌ.

وذو الأداة تحته ثلاثةٌ: الغلام، الذي، يا رجل؛ لأن أصله: يا أيُّها الرجل.

وأما "الذي" فعلى قول الفارسيِّ (٣) إن تعريفه بـ"أَلْ" لا بالصلة، ورُدَّ بـ"مَنْ" و"ما" ونحوِهما، وأجيب بأنهما بمعنى ما فيه "أَلْ".

وأُورِدَتْ "أَيّ"؛ فإنه لا يمكن فيها تقدير "أَلْ"، وأجيب بأن تعريفها بالإضافة، قاله ابنُ عُصْفُورٍ (٤)، وهو عندي غلطٌ منه؛ لأن مرادهم بكون "مَنْ" و"ما" على معنى


(١) ٢١.
(٢) كذا في المخطوطة، والصواب: والمشهور.
(٣) في كتاب الشعر ٢/ ٤١٥، والحجة ١/ ١٥٢ أن تعريفه بالصلة لا بـ"أل"، وفي شرح جمل الزجاجي ٢/ ١٣٥، والتذييل والتكميل ٢/ ١١١ كذلك، وأن الذي يرى تعريفه بـ"أَلْ" هو الأخفش.
(٤) شرح جمل الزجاجي ٢/ ١٣٥، ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>