للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التصريف]

(خ ١)

* التصريف: مصدرُ: صرَّفت الشيءَ، إذا قلَّبته في الجهات، وبدَّلت فيه شيئًا بشيء آخَرَ (١)، ومنه: التصريفُ في الأعمال، وهو بهذا المعنى في الألفاظ؛ لأنه تغيير يَلحق الكلمة؛ لِمَا يُراد فيها من المعاني المختلفة.

قال بعض العلماء: التصريفُ في علم اللغة أهمُّ من علم النحو؛ لأنه حكم يتعلَّق بنفس الكلمة، والإعرابُ حكم يتعلَّق بعَوَارضها، إلا أن علم النحو في الكلام أنفعُ؛ لأن الحكم المتعلِّق بالتصريف يمكن أن يؤخذ سماعًا، والنحوُ لا تُعلم تفاصيلُه سماعًا.

وكما أنهم سمَّوا هذا العلمَ بالمصدر المذكورِ كذلك علمُ الأحكام التركيبية سمَّوه بمصدرِ: نَحَا يَنْحُو، إذا قَصَد (٢)، فهما في الأصل مصدران، ثم سُمِّي بهما، كـ: فَضْل، وفَخْر، ويجوز تثنيتهما وجمعهما؛ لزوال المصدرية، تقول: أَنْحاء، ونُحُوّ، وتَصَارِيف، والألف واللام فيهما للغَلَبة، مثلُها في: العَقَبة.

ولا يُتَحدَّث على الحرف في التصريف، ولا على الاسم المُشْبِهِهِ، بل الأهمُّ الفعلُ؛ لكثرة تقلُّبه في جهات المعاني، ولُحُوقِ الزيادات له، ويليه الاسمُ المُشْبِهُه (٣).

* التصريفُ مقابلٌ للإعراب في شيء، ومشابهٌ في شيء، أما مشابهته له فلأنه تغيير، كما أن الإعراب تغيير، وأما مقابلته فلأنه في الأفعال أصلٌ، وفي الأسماء فرعٌ، والإعرابُ بالعكس، ويخالفه في أنه في الكلمة كلِّها، أي: حيث اتَّفق منها، والإعرابُ إنما يكون في الآخِر، فهذه مقابلةٌ ومُوافقةٌ ومخالفةٌ، فافْهَمْها (٤).

* التصرُّف قسمان: تصرُّفٌ في حروفٍ، وتصرُّفٌ في أصواتِ حروفٍ، فالأولُ


(١) ينظر: المقاييس ٣/ ٣٤٢، والمحكم ٨/ ٣٠١.
(٢) ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ١٦٣، والمحكم ٤/ ٢٠.
(٣) الحاشية في: ٣٩/أ.
(٤) الحاشية في: ٣٩/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>