للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَعْلَ الفاعلِ جملةً، وهُم كـ (١).

وقال الزَّمَخْشَريُّ (٢) أيضًا في: {كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (٣): "عنه" في موضع رفعٍ على الفاعلية، أي: كان مسئولًا عنه، فهو مثلُ "عليهم" في: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} (٤). انتهى ملخَّصًا.

فأجاز تقديمَ النائب على العامل، وحقُّه أن لا يجوز، كالفعل.

وحكى أبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ في كتابه "المُقْنِع" (٥) الإجماعَ على أن المجرور النائبَ عن الفاعل لا يتقدم ... (٦) (٧).

فأولَ الفعل اضممنْ والمتَصِل ... بالآخِرِ اجعلْ في مُضِيٍّ كَوُصِل

(خ ١)

* ع: لا بُدَّ من تغيير الفعل تغييرًا يُشعِر بأن المرفوع بعده مفعولا (٨)، وأن الفاعل محذوفٌ، وإلا فلو قالوا: ضَرَبَ زيدٌ، وقَصَدوا أنه مضروب؛ لكان في ذلك تكليفُ علمِ الغيب.

ولهذا -عندي- كان قولُ مَنْ قال: إنه يجوز بناءُ المصدر من فعل المفعول باطلًا؛ لأنه لا شيءَ في لفظ المصدر يدلُّ على (٩) حقيقة الحال، كما في لفظ الفعل من التغيير، فلا يجوز: عجبت من ضَرْبِ زيدٍ، وأنت تريد: مِنْ أَنْ ضُرِبَ، نَعَمْ؛ إن دل الدليل جاز،


(١) ينظر: التذييل والتكميل ١/ ٥٦، ٦/ ١٧٣، وارتشاف الضرب ٣/ ١٣٢٠، ومغني اللبيب ٥٢٤.
(٢) الكشاف ٢/ ٦٦٧.
(٣) الإسراء ٣٦.
(٤) الفاتحة ٧.
(٥) لم أقف على ما يفيد بوجوده، وينظر: البحر المحيط ٧/ ٤٩.
(٦) موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة.
(٧) الحاشية في: ١١/أ.
(٨) كذا في المخطوطة، والوجه: مفعولٌ.
(٩) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>