للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لفعلٍ أربعة: نحو (١): اللام، و"لا" الطلبيَّتان، و"لم" و"لَمَّا"، والجازم لفعلين ما عدا ذلك، وسيأتي.

وقولُنا: «الطلبيَّتان» أَوْلى من قول بعضهم: لام الأمر، و"لا" في النهي؛ لأن الطلب يشمل الأمرَ والدعاءَ في اللام، والنهيَ والدعاءَ في "لا"، وتلك العبارة يَخرُج منها الدعاءُ فيهما، مع طولها.

فمثالُ اللام للأمر: نحو: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ} (٢)، وفي الدعاء: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا} (٣)، ومثالُ "لا" في النهي: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} (٤)، وفي الدعاء: {لَا تُؤَاخِذْنَا} (٥).

تنبيهٌ: الجازم لفعلٍ أربعة كما ذكرنا، فمنها اثنان يختَصُّ المضارعُ بعدهما بالاستقبال، وهما: اللام و"لا"، واثنان ينقلب المضارع معهما إلى المُضِيِّ، وهما: "لم" و"لَمَّا"، نحو: لم يَقُمْ، ولَمَّا يَقُمْ.

واختُلف: هل المنقلب زمانُهما، أو أنهما كانا ماضيَيْ اللفظ، فانقلب لفظُهما دون زمانهما؟

الأول: مذهب المبرِّد (٦)، وأبي عَلِيٍّ الشَّلَوْبِينِ (٧)، وأكثرِ المتأخرين (٨)، وقوَّاه المصنِّف (٩) بأن له نظيرًا، وهو ما أجمعوا عليه في المضارع الواقعِ بعد "لو" في نحو:

لَوْ يَسْمَعُونَ ... ... ...


(١) كذا في المخطوطة.
(٢) الطلاق ٧.
(٣) الزخرف ٧٧.
(٤) لقمان ١٣.
(٥) البقرة ٢٨٦.
(٦) المقتضب ١/ ٤٧.
(٧) شرح الجزولية الكبير ٢/ ٤٦٠.
(٨) ينظر: شرح الجزولية للأبذي ١/ ٢٦٤، والتذييل والتكميل ١/ ١٠٢.
(٩) شرح التسهيل ١/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>