للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليست الجملة بعدها في موضع خفض، خلافًا للزَّجَّاج (١)، وابنِ دَرَسْتَوَيْهِ (٢).

وجارَّةٌ، فتَدخل على ثلاثةٍ: اسم صريح، نحو: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (٣)، واسمٍ مؤوَّلٍ من "أَنْ" المضمرةِ والمضارعِ، نحو: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (٤)، {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٥)، واسمٍ مؤوَّلٍ غير ذلك، نحو: عرفت أمورَك حتى أنَّك فاضل.

وإنما أفردتُّ القسمَ الثانيَ بالذكر، ولم أُدرِجْه تحت هذا؛ لِمَا يختصُّ به من الأحكام.

وعاطفةٌ، وإنما تعطف بثلاثة شروط:

الأول: أن يكون المعطوف بها اسمًا مفردًا، فلا تكون عاطفةً في الجمل.

والثاني: أن يكون ما بعدها بعضًا لِمَا قبلها، أو كبعضٍ.

والثالث: أن تكون غايةً له، إما في كثرةٍ أو قلَّةٍ، إما في مقدارٍ أو قَدْرٍ.

تنبيهٌ: عرفت أمورَك حتى انَّك فاضل: يَحتَمل العطفَ والجرَّ؛ فـ"أَنَّ" مفتوحةٌ، والابتدائيةَ؛ فـ"إِنَّ" مكسورةٌ (٦) (٧).

* وذهب بعضُهم إلى أنها ترتِّبُ، وهو فيها ظاهرٌ؛ لدلالتها على الغاية؛ لأنك إذا قلت: قَدِم الحاجُّ حتى المشاةُ، أخبرت بقدوم الحاج شيئًا فشيئًا، إلى أن قَدِم المشاةُ، ولا يمكن أن يكون قدوم المشاة سابقًا على قدوم الحاج؛ لأن الغاية لا تتقدَّم على المغيَّا. من


(١) معاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٠١، ٢٨٦.
(٢) ينظر: التذييل والتكميل ٩/ ٢٠٤، ١١/ ٢٤٠.
(٣) القدر ٥.
(٤) البقرة ٢١٤.
(٥) الحجرات ٩.
(٦) بعده في المخطوطة: «واسم مؤول غير ذلك، نحو: عرفت أمورك حتى أنك فاضل. وإنما أفردت القسم الثاني بالذكر ولم أدرجه تحت هذا؛ لما يختص به من الأحكام»، وهو مكرر عما قبله.
(٧) الحاشية في: ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>