للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو (١) السَّمَّال (٢): «أَوْ كُلَّمَا»، قال الزَّمَخْشَريُّ (٣): على أن المعنى: إلا لذين فليتقوا (٤) أوْ كُلَّما، أي: أو نَقَضوا عهدَ الله مرارًا كثيرةً.

ع: وليس من هذا: {وَأَقْرَضُوا} (٥)؛ لأن الفصل يأبى عطفَه على "مُصَّدِّقين"، أعني: الفصلَ بـ"المُصَّدِّقات"، ولكن العطف على مجموع "مُصَّدِّقين" و"مُصَّدِّقات"، كأنه قيل: إن الذين تصدقوا وأقرضوا، على أن يكون "الذين تصدَّقوا" شاملًا للمذكَّرين والمؤنثاتِ، أو اعتراضٌ بين اسم "إِنَّ" وخبرِها، أو مستأنفٌ (٦).

* ع: العطف في: {وَأَقْرَضُوا} (٧) إما على مجموع الصلتين، وغُلِّب المذكرُ، أو الواو للحال، أو حُذف الموصول، وهذه صلتُه، قيل: أو عطفٌ على "مُصَّدِّقين"، ويردُّه الفَصْلُ (٨).

* قولُه: «وعَكْسًا استَعْمِلْ»: جَعَل مِن هذا في "شرح الكافِية" (٩): {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} (١٠)، وفي "الكَشَّاف" (١١): "مُخْرِج" عطفٌ على "فالق"، و"يخرج الحيَّ من الميِّت" مبينِّةٌ لـ"فالِق الحبِّ والنَّوى"؛ لأن فَلْقَها من جنس إخراج الحيِّ


(١) هو قَعْنَب بن هلال بن أبي قَعْنَب العدوي البصري، له اختيار شاذٌّ في القراءة، روى عنه أبو زيد الأنصاري. ينظر: معرفة القراء الكبار ٢٦٦، ٣٠٧، وغاية النهاية ٢/ ٢٧.
(٢) ينظر: مختصر ابن خالويه ١٦، وشواذ القراءات للكرماني ٧١.
(٣) الكشاف ١/ ١٧١.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب ما في الكشاف: إلا الذين فسقوا.
(٥) الحديد ١٨، وتمامها: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ}.
(٦) الحاشية في: ١١٩.
(٧) الحديد ١٨.
(٨) الحاشية في: ١١٩.
(٩) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٢٧٢.
(١٠) الأنعام ٩٥، وتمامها: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}.
(١١) ٢/ ٤٧، ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>