للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التنبيه؛ لأنهنَّ يقتضين الاستئنافَ وقطعَ ما بعدهن عما قبلهن، بخلاف "ها"، قال (١):

تَعَلَّمَنْ هَا لَعَمْرُ اللهِ ذَا قَسَمًا (٢)

وقال (٣):

فَقَلْتُ لَهَا: هَا ذَا لَهَا، هَا وَذَا لِيَا (٤)

فإن قلت: فما تقول في نحو قولِه (٥):

أَلَا أَيُّهَذَا المَنْزِلُ الدَّارِسُ الَّذِي (٦)

أَلَا أَيُّهَذَا البَاخِعُ الوَجْدُ نَفْسَهُ (٧)؛

أهي "ها" التي تَصحب "ذا"؛ فأَجِزْ: يا أَيُّ ذا، أو "ها" التي تَصحب "أَيًّا"؛ فلَمْ يَلِها اسمٌ بـ"أَلْ"، فتكونَ تنبيهًا له؟


(١) هو زهير بن أبي سُلمى.
(٢) صدر بيت من البسيط، وعجزه:
... فاقْدِرْ بذَرْعكَ وانظرْ كيف تَنْسَلِكُ؟

تعلَّمَنْ: اعلَمَنْ. ينظر: الديوان ١٣٧، والكتاب ٣/ ٥٠٠، والمقتضب ٢/ ٣٢٣، والأصول ١/ ٤٣٢، والحجة ٢/ ٤١١، والمخصص ٤/ ٧٣، وخزانة الأدب ٥/ ٤٥١.
(٣) نسب للَبِيد بن ربيعة، ولم أقف عليه في ديوانه.
(٤) عجز بيت من الطويل، تقدَّم في باب أسماء الإشارة.
(٥) هو ذو الرَّمَّة.
(٦) صدر بيت من الطويل، وعجزه:
... كأنك لم يَعْهَدْ بك الحيَّ عاهِدُ
وهو هكذا ملفق من بيتين. ينظر: الديوان ٢/ ١٠٨٨، ١١٦٧، والمقتضب ٤/ ٢١٩، ٢٥٩، والزاهر ٢/ ٣٩٦.
(٧) صدر بيت من الطويل، لذي الرَّمَّة أيضًا، وعجزه:
... لشيءٍ نَحَتْه عن يديكَ المقادرُ
الباخع: المُهلِك، والوَجْد: الحزن وشدة الشوق. ينظر: الديوان ٢/ ١٠٣٧، ومجاز القرآن ١/ ٣٩٣، والمقتضب ٤/ ٢٥٩، وأخبار الزجاجي ٩٨، وتهذيب اللغة ١/ ١١٧، والمقاصد النحوية ٤/ ١٦٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>