للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاكتفى بذكر المحذَّر أوَّلًا، وبذكر المحذَّر منه ثانيًا، قاله ابنُه (١).

* [«و"إيَّاه" أَشَذّ»]: في مقدّمة "صَحِيح" (٢) مُسْلِمٍ مرفوعًا: «سيكون في آخر أُمَّتي ناسٌ يحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيَّاكم وإيَّاهم» انتهى، ويُعْزَى لعَلِيٍّ رضي الله عنه:

فَلَا تَصْحَبْ أَخَا الجَهْلِ ... وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ (٣) (٤)

* قال الصَّفَّارُ (٥): ذهب الخَلِيلُ (٦) إلى أن "إيَّا" اسمٌ ظاهرٌ، وما بعده هو الضمير، مستدلًّا بقولهم: فإيَّاه وإيَّا الشَّوَابِّ (٧)، ولو كان مضمرًا ما أُضيف، وهذا عندنا غيرُ قادحٍ؛ لأن "إيَّا" هذه ليست تلك، وإنما هي بمعنى الحقيقة، وكأنه قال: إيَّاه وحقيقةَ الشَّوَابِّ (٨).

* قولُه: وإيَّا الشَّوَابِّ (٩)؛ استُدلَّ به على أن الضمير في "إيَّاك" ... (١٠) إلى الكاف ضميرًا، بدليل ظهور الخفض في الظاهر.


(١) الحاشية في: ١٣٩.
(٢) ٦ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) بيت من الهزج. ينظر: الديوان ٢٠٥، وعيون الأخبار ٣/ ٩١، والأضداد لابن الأنباري ٢٠٧.
(٤) الحاشية في: ١٣٩.
(٥) لم أقف على كلامه في شرح كتاب سيبويه، وثلاث مخطوطات شرحه المعروفة ينتهي الكلام فيها قبل باب الاختصاص في الكتاب ٢/ ٢٣٣. ينظر: مقدمة تحقيق د. معيض العوفي ١/ ١٤٨، ١٨٣ - ١٩٢.
(٦) ينظر: الكتاب ١/ ٢٧٩.
(٧) قول للعرب رواه الخليل، وهو بتمامه: إذا بَلَغَ الرجلُ الستين فإيَّاه وإيَّا الشَّوَابِّ. ينظر: الكتاب ١/ ٢٧٩، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٤٨، والأصول ٢/ ٢٥١.
(٨) الحاشية في: ١٣٩.
(٩) بعض قول للعرب تقدَّم قريبًا.
(١٠) موضع النقط في المخطوطة كلمة أو كلمتان لم أتبيَّنهما، ورسمهما: مه ابا يا فا.

<<  <  ج: ص:  >  >>