للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم المتمكِّن ينقسم بحسب شَبَهه بالفعل وعَرَائه عن ذلك قسمين: غير مشبه له، ويقال له: أَمْكن، ومشبه له، ويقال له: غير أَمْكن، وقد مضى في صدر الكتاب (١) تفسيرُ المتمكِّن وغيره، والكلامُ الآن في تفسير الأَمْكن وغيرِه.

ولنقدِّمْ أوَّلًا مقدمةً، وهي أن أنواع التنوين ستة:

نوعٌ يدل على معنًى أراده المتكلم راجعٍ إلى صوته، وهو تنوين الترنُّم، فإنه يدل على أنه لم يرد الترنُّم.

ونوعٌ يدل على معنًى أراده المتكلم راجعٍ إلى وَصْلها وفَصْلها، وهو تنوين الغُلُوِّ؛ لأنه يدل على أن المتكلم واقف، كذا قال عبدُالقاهر (٢)، وهو عندي بأن يدلَّ على أنه واصلٌ أحقُّ؛ لأن وضع التنوين على أن يكون للوصل لا للوقف.

ونوعٌ يدل على معنًى في الكلمة ليس من عوارضها، ولكنه من وضعها الأصلي، وهو تنوين التنكير.

ونوعٌ يدل على أمرٍ أُريد بالكلمة، وهو معادلها (٣) لكلمةٍ أخرى، أو تقول: معادلةُ نوعِها لنوعٍ آخر، وهو تنوين المقابَلة.

ونوعٌ (٤) يدل على معنى (٥) كانت متصلةً بكلمة التنوين، أو حرفٍ كان من تمامها، وهو تنوين التعويض.

فإن جَمَعت النوعين قلت: ونوعٌ دال على جزءٍ أو كالجزء لكلمة التنوين.

ونوعٌ دال على معنىً تكون به الكلمة [أَمْكنَ، وهو] (٦) تنوين الصرف، نحو: زيدٍ،


(١) لم يتقدم شيء من ذلك في هذه الحاشية ص ١٥٩ عند بيت الألفية:
بالجرِّ والتنوينِ والندا و"أَلْ" ... ومسندٍ للاسم تمييزٌ حصلْ
(٢) المقتصد في شرح الإيضاح ١/ ٧٦.
(٣) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: معادلتها.
(٤) مكررة في المخطوطة.
(٥) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: كلمة.
(٦) ما بين المعقوفين جاء في المخطوطة بعد قوله المتقدم: «ونوع دال»، ولعله كان مُلْحَقًا في نسخة ابن هشام، فلم يُحْكِم الناسخ موضعَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>