للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم اختُلف فقال صَدْرُ (١) الأَفَاضِل (٢): مبنيٌّ؛ لتضمُّنه معنى حرف التعريف، وقال الجمهور: معرب غير منصرف، والفرق بين العدل والتضمين: أن التضمين استعمال الكلمة في معناها الأصلي مزيدًا عليه معنًى آخَرُ، والعدلُ تغيير صيغة اللفظ مع بقاء معناه، فـ"سَحَر" عندنا معدول عن: السَّحَر من غير تغييرِ معناه، وعند (٣) وارد على صيغته الأصلية ومعناها مزيدًا عليه معنى حرف التعريف.

وأما "أَمْس" فإن صُغِّر أو نُكِّر أعرب منصرفًا باتفاق، قال (٤):

مررت (٥) بِنَا أَوَّلَ مِنْ أُمُوسِ (٦)

وإن استعمل مفردًا مكبَّرًا؛ فإن أريد به منكَّر فكذلك، كقولك: اتفق لي كذا في أمسٍ، تريد أمسًا من الأُمُوس، وإن أردتَّ به اليومَ الذي قبل اليوم الذي أنت فيه؛ فإن استعمل بـ"أَلْ" أو بالإضافة كان معربًا، نحو: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} (٧)، كذا استَدلوا، وإن كان بغيرهما ففيه ثلاث لغات: الحجازيون (٨) يبنونه على الكسر مطلقًا، وبعض تميم (٩) يعربه غيرَ منصرف مطلقًا؛ للتعريف والعدل، وجمهور تميمٍ يعربه غيرَ منصرف رفعًا، ويبنيه على الكسر نصبًا وجرًّا، وعلى اللغة الأولى جاء قوله (١٠):


(١) هو القاسم بن الحسين بن محمد الخوارزمي، أبو محمد، عالم بارع في الأدب والشعر والنحو، له على المفصل ثلاثة شروح، وشرح على سقط الزند، وغيرها، توفي سنة ٦١٧. ينظر: معجم الأدباء ٥/ ٢١٩١، وبغية الوعاة ٢/ ٢٥٢.
(٢) التخمير ١/ ١٨٢.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب: وعنده.
(٤) لم أقف له على نسبة.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: مَرَّتْ، وبه يستقيم الوزن.
(٦) بيت من مشطور الرجز. ينظر: الأزمنة لقطرب ٣٣، والمحتسب ٢/ ٢٢٤، ودرة الغوَّاص ٢٥٩، والتذييل والتكميل ٨/ ٢٢، وشرح شذور الذهب ١٢٩.
(٧) يونس ٢٤.
(٨) ينظر: الكتاب ٣/ ٢٨٣.
(٩) ينظر: الكتاب ٣/ ٢٨٣.
(١٠) هو أسقف نجران، وقيل: قس بن ساعدة، وقيل تُبَّع بن الأقرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>