للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. قَدْ عَلِمُوا ... أَنْ لَا يُدَانِيَنَا مِنْ خَلْقِهِ بَشَرُ (١) (٢)

فانصِب بها والرفعَ صحح واعتقد ... تخفيفَها من أَنَّ وهو مُطرِد

(خ ١)

* إشارتي عليك أن تفعلَ، و: أشرت عليك أن تفعل، و: أشرت عليك أن لا تفعل: الأُولى ذات وجهٍ، والثانيةُ ذات وجهين، والثالثةُ ذات ثلاثةٍ.

أما الأُولى فلأنها لا تكون إلا مصدريةً؛ لعدم تقدُّمِ جملةٍ.

وأما الثانية فتحتمل المصدريةَ، أي: أشرت عليك بأن تفعلَ، فتنصبُ، والتفسيريةَ، فترفعُ، كما تقول: أشرت عليك، أي: تفعلُ، فإذا جعلتها تفسيريةً رفعت، قال المصنِّفُ في "شرح الكافِية" (٣): وإذا وقع بعد "أَنْ" المفسِّرةِ مضارعٌ رُفِعَ، نحو قولِك: أشرت إليه أن يفعلُ، بالرفع، على معنى: أَيْ، ويجوز النصب على كون "أَنْ" المصدريةَ. انتهى.

والثالثةُ يجوز فيها ثلاثةٌ؛ لأن "لا" إن جُعلت ناهيةً، فـ"أي" (٤) تفسيريةٌ، إذ لا يدخل ناصبٌ على جازمٍ، ويجب الجزم بـ"لا"، وإن جُعلت نافيةً، فـ"أَنْ" إما تفسيريةٌ، فترفعُ، أو مصدريةٌ، فتنصبُ (٥).

وبعضُهم أهمل أَنْ حَمْلًا على ... ما أُخْتِها حيث استحقت عَمَلا

(خ ١)

* أنشد الفارِسيُّ في "التَّذْكِرة" (٦):


(١) بعض بيت من البسيط، وهو بتمامه:
نرضى عن الله، إن الناس قد علموا ... أَنْ لا يدانيَنا من خلقه بشرُ
ينظر: الديوان ١/ ١٥٧، وشرح التسهيل ٢/ ٤٥، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١٥٢٦.
(٢) الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين ٢٩/ب و ٣٠/أ.
(٣) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٥٣٠.
(٤) كذا في المخطوطة، ولعل صوابه: أَنْ، كما سيأتي بعده.
(٥) الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين ٢٩/ب و ٣٠/أ.
(٦) لم أقف عليه في مختارها لابن جني، ولا في غيره من كتبه التي بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>