للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَيْنٌ لَهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ... شُقَّتْ مَآقِيهِمَا مِنْ أُخُرْ (١)

فردَّ إليها ضميرَ الاثنين، وإن كان ما تقدَّم مفردًا؛ لأن ذِكرَ أحدهما (٢) كذكر الأخرى؛ لدلالتها عليها، وعلى هذا قال الفَرَزْدَقُ:

فَلَوْ رَضِيَتْ يَدَايَ بِهَا وَضَنَّتْ ... لَكَانَ عَلَيَّ لِلْقَدَرِ الخِيَارُ (٣)

فقال: يَدَايَ، ثم قال: وضَنَّتْ، عكس قولِه: شُقَّتْ مآقِيهما، وقال (٤):

وَكَأَنَّ بِالعَيْنَيْنِ حَبَّ قَرَنْفُلٍ ... أَوْ سُنْبُلًا كُحِلَتْ [بِهِ] (٥) فَانْهَلَّتِ (٦)

فإن قيل: كيف يجوز ذلك، والعَوَرُ إنما يكون في إحدى العينين، أمَّا إذا عمت الأخراهما (٧) فذلك عمًى؟

قلت: يكون على:


(١) بيت من المتقارب. حَدْرة بَدْرة: مكتنزة صلبة ضخمة، وشُقَّت مآقيهما من أُخُرْ: اتَّسعت عيناها على آخرهما. ينظر: الديوان ١٦٦، وجمهرة اللغة ١/ ٥٠٠، وشرح المفضليات لابن الأنباري ٨٥٦، والإتباع لأبي الطيب ٢٦، والمنصف ١/ ٦٨، والمخصص ١/ ١٤٥، وأمالي ابن الشجري ١/ ١٨٣، وشرح الكافية الشافية ٤/ ١٧٩٥.
(٢) كذا في المخطوطة، والوجه: إحداهما.
(٣) بيت من الوافر. ينظر: الديوان بشرح الحاوي ١/ ٤٨١، والمحتسب ٢/ ١٨١، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٢٧٧، والتذييل والتكميل ٥/ ٢١٤.
(٤) هو سُلْميُّ بن ربيعة الضَّبِّي، وقيل غيره.
(٥) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في مصادر البيت، وبه يستقيم الوزن.
(٦) بيت من الكامل، تقدَّم في بابَيْ "إِنَّ" وأخواتها والحال.
(٧) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: عَمِيتْ أُخْراهما، أو: الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>