للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد "أَمَّا" ما لا يستقيم أن يلي الفاء؛ لأنه ليس من الجملة التي تدخل عليها الفاءُ؟ وإنما عمل فيه ما في "أَمَّا" من معنى الفعل، فكما فَصَلوا بهذا، ولم يَجُز أن يلي الفاء؛ حيث لم تكن الجملة من التي تدخل عليها الفاءُ؛ كذلك قولُه تعالى: {إِنْ كَانَ} لا يلزم أن يلي الفاءَ؛ لأنها ليست من الجملة التي هي جزاءُ "أَمَّا"، كما لم يكن ما انتصب بـ"أَمَّا" على معناها من الجملة التي هي جزاءٌ (١).

لولا ولوما يلزمان الابتِدا ... إذا امتِناعا بوجود عقدا

(خ ١)

* فأما:

لَا دَرَّ دَرُّكِ إِنِّي قَدْ رَمَيْتُهُمُ ... لَوْلَا حُدِدْتُ وَلَا عُذْرَى لِمَحْدُودِ (٢)

فضرورةٌ (٣).

وبهما التحضيضَ مِزْ وهَلَّا ... ألا ألا وأولينها فعلا

(خ ١)

* إن قيل: "لولا" في قوله عليه السلام: «لولا أن أَشُقَّ» الحديثَ (٤) ليست التحضيض (٥)، فتعيَّنت للامتناعية، ولكنَّه لا يصح؛ لأن المشقَّة غير حاصلة.


(١) الحاشية في: ٣١/أ.
(٢) بيت من البسيط، للجَمُوح السُّلَمي، وقيل: لراشد بن عبدالله السُّلَمي. لا درَّ درُّكِ: لا كان فيكِ خير، وحُدِدت: مُنعت، وعُذْرى: معذرة، ومحدود: ممنوع. ينظر: التمام ١٤٨، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٥١٠، والإنصاف ١/ ٦٢، والتبيين ٢٤٢، وشرح التسهيل ١/ ٢٨٤، وخزانة الأدب ١/ ٤٦٢.
(٣) الحاشية في: ٣١/أ.
(٤) بعض حديث نبوي أخرجه البخاري ٨٨٧ ومسلم ٢٥٢ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو بتمامه: «لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواك مع كل صلاة».
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب: للتحضيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>