للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قال ابنُ (١) الطَّرَاوة (٢): قال س (٣): الكَلِمُ: اسم وفعل وحرف. وقال صاحبُ (٤) "الإيضاح" (٥): الكَلِمُ يأتلفُ من ثلاثة أشياءَ: اسم وفعل وحرف؛ فما زعمه س ينقسمُ إلى ثلاثةٍ زعمه أبو عَلِيٍّ ملتئمًا من ثلاثة، وهذا نقضُ الأولِ، إلا أن ما زعمه س معقولٌ، بخلاف هذا؛ لأنك تقول: ما الشيءُ الذي ينقسمُ إليه الكَلِمُ؟ فيقول: الاسم والفعل والحرف، ثم تقول: ما الشيءُ الذي ينقسمُ منه الاسم والفعل والحرف؟ فيقول: الكَلِمُ، فيدور كلٌّ منهما على صاحبه، بخلاف ما زعمه أبو عَلِيٍّ (٦).

(خ ٢)

* «كلامنا لفظ مفيد» إلى آخره: قولُه: «مفيد» صفةٌ، لا خبرٌ بعد خبرٍ؛ لأن الأول لا يستقلُّ بالخبرية، وكذا القولُ في نحو: الإنسانُ حيوانٌ ناطقٌ.

وفي كلٍّ من: «لفظ» و: «مفيد» ضميرٌ، أما الثاني فلأنه مشتقٌّ، وأما الأول فلأنه مؤوَّلٌ بالمشتق، والضميرُ الأول نائبٌ عن الفاعل، والثاني فاعلٌ، ونظيرُ الخبرِ الأولِ: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} (٧) (٨).


(١) هو سليمان بن محمد بن عبدالله المالقي، أبو الحسين، من أعلام النحو بالأندلس، أخذ عن الأعلم، وأخذ عنه السهيلي، له: الترشيح، والإفصاح، وغيرهما، توفي سنة ٥٢٨. ينظر: إنباه الرواة ٤/ ١١٣، والبلغة ١٤٩، وبغية الوعاة ١/ ٦٠٢.
(٢) الإفصاح ١٧.
(٣) الكتاب ١/ ١٢.
(٤) هو الحسن بن أحمد بن عبدالغفار الفارسي، أبو علي، أخذ عن الزجاج وابن السراج وغيرهما، وبرع في علم العربية، أخذ عنه ابن جني والربعي، له: الإيضاح والتكملة، والتذكرة، والحجة، وغيرها، توفي سنة ٣٧٧. ينظر: تاريخ العلماء النحويين ٢٦، ونزهة الألباء ٢٣٢، ومعجم الأدباء ٢/ ٨١١، وإنباه الرواة ١/ ٣٠٨، وبغية الوعاة ١/ ٤٩٦.
(٥) ٧١.
(٦) الحاشية في: ١/ب.
(٧) لقمان ١١.
(٨) الحاشية في: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>