للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي عُبَيْدةَ (١): سألتُ أعرابيًّا عن حربٍ كان (٢) بينهم، فقال: كانت بيننا حروبٌ عُون، تُفقأ فيها العيون، فمرَّةً نُجْنَق، وأخرى نُرْشَق.

ولا "فَعْلَلِيل" بأصالة الحرفين؛ كقولهم (٣): مَجَانِيق، فأسقطوا النونَ، والخماسيُّ لا يسقط ثانيه في التكسير.

ولا "مَفْعَلِيل" بزيادة الميم فقط؛ لأنه حينئذٍ رباعي، فلا تلحقه زيادة من أوَّله؛ لبُعْده وتَرَاخيه عن محل الزيادة، ولقلَّة الزوائد في بنات الأربعة؛ إذ ليس لها قوَّةُ الثلاثي.

وحينئذٍ فيتعيَّن عكسُ هذا الوجه، وهو أصالة الميم، وزيادةُ النون، ويؤيِّده: قولُهم في الجمع: مَجَانِيق، فأسقطوا النون (٤).

كذاك همزٌ آخرٌ بعدَ أَلِفْ ... أكثرَ مِن حرفين لفظُها رَدِف

(خ ١)

* [«أكثرَ من حرفَيْن»]: ع: الأَحْسنُ: من أَصْلَيْنِ؛ ليَخرج مثلُ: أَسْماء، جمعَ: اسمٍ، أو عَلَمًا -وقُلنا: منقولٌ من الجمع- (٥).

والنون في الآخر كالهمز وفي ... نحو غَضَنْفر أَصالَةً كُفِي

(خ ٢)

* قد يُورَد: مِهْوَان (٦)؛ فإن أَلِفَه أكثرَ من حرفين لفظُها رَدِفَ، ومع هذا هي غير زائدة، أعني النونَ؛ وذلك لزيادة الميم؛ لأنه من: الهَوَان، فلو أنه قال أوَّلًا: أكثرَ من أَصْلَيْنِ لفظُها رَدِف؛ لخرج هذا، مع أنه متَّزِنٌ وأَوْضَحُ (٧).

* النونُ في الآخِر تشاركُ الهمزَ في علم التصريف فيما ذكر، وفي تَخَالُف المذكرِ


(١) ينظر: جمهرة اللغة ١/ ٤٩٠، والمنصف ١/ ١٤٧، والممتع ١/ ٢٥٤.
(٢) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما في المصادر: كانت.
(٣) كذا في المخطوطة، والصواب: لقولهم.
(٤) الحاشية في: ٢٠١.
(٥) الحاشية في: ٣٩/ب.
(٦) هو "مِفْعَال" من: الهَوَان. ينظر: المحكم ٤/ ٤٢٨.
(٧) الحاشية في: ٢٠٢، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٥١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>