للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَمْ يُعْنَ بِالعَلْيَاءِ إِلَّا سَيِّدَا (١)

فمن شواذِّ الإبدال.

ومثلُه: الشُّكاية، والرُّغاية، في رغوة اللَبَن (٢)، بضم الفاء والإبدالِ في اللام، فإذا فتحوا الفاء أو كسروها فالواو، قاله الفَرَّاءُ (٣).

وقولُهم: دَيَّمت السماءُ، إذا أمطرت الدِّيمة، وهي المطر الدائم (٤).

وقولُهم: هذا أَحْيَلُ من هذا، و: أَحْوَلُ، أي: أكثر حِيلةً، و: لا حَيْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله (٥)، وإنما لم يُجعلا لغتين؛ لقولهم: هما يَتَحاوَلان، إذا قابَلَ كلٌّ منهما احتيالَه باحتيالِ صاحبِه (٦).

وصَبَا الرجلُ صَبْيًا، إذا فَعَلَ [فِعْلَ] (٧) الصبيان (٨).

وهذا كلُّه نظيرُ ما يُفعل من الحذف لغير موجِبٍ، كـ: يَد، ودَم (٩).

بالعكس جاءَ لام فُعْلى وَصْفا ... وكون قُصْوى نادرًا لا يخْفَى

(خ ١)

* [«بالعكس جاء لامُ "فُعْلى" وصفا»]: وهذا معقول لا يحتاج إلى تعليل؛ لأنه نقل الثقيل إلى الخفيف؛ لأجل التسهيل على اللسان؛ لثقل الكلمة بكونها صفةً، وبانضمام أوَّلها.


(١) بيت من مشطور الرجز. ينظر: ملحقات الديوان ٣/ ١٧٣، وشرح التسهيل ٢/ ١٢٨، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٦٠٩، والتذييل والتكميل ٦/ ٢٤٤، وتخليص الشواهد ٤٩٧، والمقاصد النحوية ٢/ ٩٧٢.
(٢) ينظر: البارع ٤١٤، وتهذيب اللغة ٨/ ١٦٦.
(٣) ينظر: إصلاح المنطق ٨٨، والمقصور والممدود للقالي ٢٢٢، والبارع ٤١٤.
(٤) ينظر: تهذيب اللغة ١٤/ ١٤٨، والمحكم ٩/ ٤٤٤.
(٥) ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ١٥٨، والصحاح (ح ي ل) ٤/ ١٦٨٢.
(٦) ينظر: المحتسب ٢/ ٣٥٨.
(٧) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(٨) ينظر: تهذيب اللغة ١٢/ ١٧٩، والصحاح (ص ب ا) ٦/ ٢٣٩٨.
(٩) الحاشية في: ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>