للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ياءً.

قال: والنحويون يقولون: هذا الإعلال مخصوص بالاسم، ثم لا يمثِّلون إلا بصفة محضة، أو بـ: الدُّنْيا، والاسميةُ فيها عارضة، ويزعمون أن تصحيح: حُزْوى شاذ، كتصحيح: حَيْوة، وهذا قولٌ لا دليلَ على صحته، وما قلتُه مؤيَّد بالدليل، وموافق لقول أئمة اللغة، حكى الأَزْهَريُّ (١) عن الفَرَّاءِ (٢) وعن ابنِ السِّكِّيتِ (٣) أنهما قالا: ما كان من النعوت مثلَ: الدُّنْيا، والعُلْيا فإنه بالياء؛ لأنهم يستثقلون الواو مع ضم الأول، وليس فيه اختلاف، إلا أن أهل الحجاز قالوا: القُصْوى، فأظهروا الواو، وهو نادر، وبنو تَمِيمٍ يقولون: القُصْيا (٤). انتهى كلامه.

وفي "شرح الغاية" (٥) ذَكَر أن القلب في الأسماء، ثم مثَّل بـ: الدُّنْيا، والعُلْيا، وذكر كلامَ النَّاظم إلى آخره، ثم قال: وقد شذَّ من الصفة في "فُعْلى": الحُلْوى، فلم يقلبوا واوها ياءً، كما فعلوا بـ: العُلْيا.

وإنما قال: في "فُعْلى"؛ لأنه إن كان "فَعْلى" بالفتح فلا قلبَ، كـ: دَعْوى، ورَضْوى.

قال ابنُ السَّرَّاجِ في كتاب "المقصور والممدود" (٦): الدُّنْيا: مؤنثة مقصورة، تكتب بالألف، هذه لغة أهل نجدٍ وتَمِيمٍ خاصةً، إلا أن أهل الحجاز وبني أَسَدٍ يلحقونها ونظائرَها بالمصادر ذواتِ الواو، فيقولون: دَنْوى، مثل: شَرْوى (٧)، وكذلك يفعلون بكل


(١) تهذيب اللغة ٩/ ١٧٥.
(٢) ينظر: المقصور والممدود للقالي ١٣٧، ١٣٨، ولعل النقل هنا عن ابن مالك بواسطة النكت الحسان في شرح غاية الإحسان ٢٦٥، ٢٦٦، ولم أقف على الحكاية عن الفراء في تهذيب اللغة، وعبارة إيجاز التعريف: «هذا قول ابن السكيت وقول الفراء».
(٣) لم أقف على كلامه في غير تهذيب اللغة.
(٤) ينظر: لغات القرآن للفراء ٧١، وإصلاح المنطق ١٠٧.
(٥) النكت الحسان في شرح غاية الإحسان ٢٦٥، ٢٦٦.
(٦) لم أقف على ما يفيد بوجوده، وينظر: التذييل والتكميل ٨٥٠/أ (نورعثمانيه)، وارتشاف الضرب ١/ ٢٩٢، ٢٩٣.
(٧) هو المِثْل. ينظر: القاموس المحيط (ش ر ي) ٢/ ١٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>