للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"تَصْب" بمنزلة: فَخْذ.

فإن قيل: إذا رددتَّ هذا الفعل (١) إلى نفسِك سكَّنت الراء، وحذفت الألف، فهلَّا غيَّرت المثال "قَالَ" إلى: قُلتُ؟

قيل: لا يصح؛ لأنك (٢) "قُلْتُ" إذا نُقل كان له نظير، وهو "فَعُل"، ثم (٣) ظَرُفَ، وكذا: "بِعْتُ" نظيرُه: عَلِمْتُ، ولو أنك غيَّرت في: اخْتَرْت لم يكن له نظير أَلْبَتَّةَ؛ إذ ليس في كلامهم مثل "افْتَعُِلت" بضم العين وكسرها، وأما حذف العين فله نظير في: قُلْت، وبِعْت، ومثالُ: اخْتَرْت: افْتَلْت (٤).

* [«انْقُل»]: ع: وإذا كان المنقول حركتُه همزةٌ وجب حذفها بعد النقل.

وقد غَلِط ابنُ عَطِيَّةَ (٥) في قراءة الحَسَن (٦): {وَلَا يَلُونَ (٧) عَلَى أَحَدٍ} (٨)، فقال: إن أصلها: يَلْؤُوْنَ، ثم نقلت الحركة إلى اللام، فاجتمع واوان ساكنان، فحذفت إحداهما، ولم يَعلمْ أنك إذا نقلت حركة الهمزة إلى اللام فإن الهمزة إذ ذاك تحذف، ولا يلتقي واوان ساكنان.

ولو قال: استُثقلت الضمة على الواو؛ لأن الضمة كأنها واو، فصار كالجمع بين ثلاث واوات، فنقلت إلى اللام، ثم حذفت أُولى الواوين؛ لالتقاء الساكنين؛ كان صحيحًا، إلا أنه جعل أصلها الهمزَ.

ويمكن أن تكون قراءةُ الحَسَن مضارعَ: وَلِيَ يَلِي، وعُدِّيَ بـ"على"؛ لأنه ضُمِّن


(١) يريد: اخْتَارَ.
(٢) كذا في المخطوطة، والصواب: لأنَّ.
(٣) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: مثل، أو: نحو.
(٤) الحاشية في: ٤١/ب مع وجه الورقة الأولى الملحقة بين ٤١/ب و ٤٢/أ.
(٥) المحرر الوجيز ١/ ٥٢٦.
(٦) ينظر: إعراب القرآن للنحاس ١/ ١٨٤، ومختصر ابن خالويه ٢٩، وشواذ القراءات للكرماني ١٢٣، وإتحاف فضلاء البشر ٢٣٠.
(٧) كذا في المخطوطة بالياء في هذا الموضع وما بعده، وهي في بعض مصادر القراءة بالتاء.
(٨) آل عمران ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>